أهلا وسهلا بك إلى المسافر السياحة و السفر.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، يسرنا ان تسجل معنا في اكبر مواقع السفر للتسجيل اضغط هنا

"وليلي" … حيث كان الرومان مغاربة!

2017-06-11
الصورة الشخصية
عدد المشاركات: 29

وليلي هي مدينة رومانية قديمة، تقع بالمغرب، بجوار واد ” خومان” ضواحي مدينة مكناس، و ليس ببعيد من المدينة المغربية العريقة ” مولاي ادريس زرهون”، حيث يوجد قبر السلطان ” ادريس الاول”.
اقتبس الاسم ” وليلي” لكون المدينة قد تميزت بوفرة في أشجار الزيتون، و هو ما كان يوفر لها بالاساس حركة تجارية مهمة. و هذا يفسر وجود العديد من المعاصر التقليدية ضمن أنقاض المدينة.

كانت المدينة مؤهولة منذ العصر الحجري الحديث، و لكنها عرفت انتعاشها الحقيقي في العصر الموريتاني الذي يعود إلى القرن 3 قبل الميلاد. و كان يتم تسييرها من طرف نخبة من النواب و القضاة، مثل ” قرطاج”.


و أنت تتجول بين الأنقاض، يرجع بك الخيال إلى ديكورات الافلام التي تجسد الحقبة الرومانية، في ملاحم سنيمائية من قبيل ” كلادياتورز” أو ” 300″. ترتفع الاعمدة الضخمة و القطع الصخرية الثقيلة. ضخمة لدرجة تجعلك تتساءل، كيف كان الانسان قادرا على رفع هذه الاثقال كلها؟

على غرار جميع المدن الرومانية-الاغريقية، تعد وليلي شاهدة على العصر الذهبي للتوسع الذي بلغته الامبراطورية الرمانية. و بذلك فهي وجهة سياحية مهمة، لا يمكن إعفالها لمن يريد أن يأخذ نظرة ملمة عن تاريخ المغرب و حضارته.

تم تشييد المدينة بهندسة معمارية حديثة و غاية في الدقة و التنظيم. فعلى الموقع الاركيولوجي، تجد قنوات الماء و الصرف الصحي. و آثار الأزقة و الشوارع. كما توجد مرافق مخصصة للادارات و المجالس العسكرية و السياسية.

كما شمل الموقع الأثري، أماكن مخصصة للممارسات الدينية و المعابد. و توجد أيضا مرافق لمزاولة الفن و مختلف النشاطات الترفيهية الأخرى، من مصرح و مسابقات خطابية، و عروض فنية و شعرية. فلا  أحد يجهل المكانة التي كان الرومان و الغريق يخصصونها للرياضة و الفن.

 تم اكتشاف العديد من التحف و النقوش و الفسيفساء الرومانية الأصيلة. إضافة إلى بعض التماثيل البرونزية التي كانت تنحث تكريما للقادة العسكريين و السياسيين و الفلاسفة و المحاربين الاسطوريين. و لا عجب إذا أن تضم اليونسكو ” وليلي” إلى لائحة التراث العالمي.


عندما تضع قدميك على أرض “وليلي”، تنتقل من عالم الحاضر، إلى أزمنة غابرة، و ما أن تطلق العنان لذاكرتك الخيالية، حتى تدب الحياة بين الجدران المتهاوية و تقف المنازل شامخة على السواري المتهاوية. لكن كما عودنا الرومان، يموتون و تبقى معالمهم. و المغرب لم يدع خضارة إلا و نهل منها، و ما و ليلي على عظمتها و روعتها و تميزها، إلا غيض من فيض من الكم الهائل من المعالم التي تميز تاريخ المغرب و تأثث حضارته. 

انشر هذا الموضوع