السوق الأسبوعي بالمغرب!

“يوم السوق” كما يسميه سكان البوادي، هو يوم أسبوعي، غالبا ما يحمل اسم اليوم الذي ينظم فيه، مثل” سوق الاربعاء أو سوق السبت ” ، و هو مهرجان اسبوعي بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

في هذا اليوم، يستيقظ التجار و الزبائن باكرا، استعدادا ليوم حافل و هائج. ففي هذا السوق، تجد كل ما يخطر على البال، من تجارة المواد الغذائية، إلى تجارة المواشي، مرورا بتجارة الملابس و الصناعة التقليدية و النسيج … و تتميز المواد الغذائية بطراوتها، من لحوم و أسماك و أجبان و خضر و فواكه و حبوب..

يقع هذا السوق في ساحة كبيرة، حيث يفترش التجار سلعتهم على طاولات أو صناديق. و تستقطب النساء و الرجال من كل القرى المجاورة، فغالبا ما تذهب النساء لشراء الملابس و العطور و النسيج، و تترك مهمة تسوق مستلزمات البيت للرجال.

يعتبر السوق الأسبوعي في المغرب فرصة لاقتناء أطرى المواد الغذائية، كما يعتبر متنفسا و علاجا نفسيا أسبوعيا لا مثيل له، بالنسبة للنساء كما للرجال، ففيه يلتقي الأصحاب و يدردشون و يتبادلون الأخبار، و يخرجون من ملل و روتين باقي أيام الأسبوع.

يتميز بحركية اقتصادية مهمة، حيث تتداول فيه مبالغ مالية محترمة، لان الكل يسعى لتوفير مستلزماته لأسبوع كامل، بانتظار الاسبوع الموالي و السوق الموالي. و هذا يضفي على المنطقة خلال ذلك اليوم رواجا مهما و يعطي فرصة لجميع الباعة، في كل ميدان، بابرام صفقات مهمة، توفر لهم دخل الأسبوع و أكثر.

السوق الأسبوعي بالمغرب، هو عادة متجدرة، لا يخص القرى و المدن الصغيرة فحسب، بل حتى أكبر المدن، لم تستطع التخلي عنه. تجده في الدار البيضاء، فاس، الرباط، طنجة، أغادير ,,, هو إذا أكثر من مجرد سوق، بل مناسبة أسبوعية لها طقوسها الخاصة و عاداتها التي تميزها.

يشبه ذلك إلى حد كبير، المواسم و المهرجانات التي كانت تقام قديما لذا العرب، مثل سوق عكاظ الشهير و غيره من مناسبات التجمع. فليس الغرض منها البيع و الشراء فحسب، و لكن وراءه مآرب أخرى قد تكون أهم من ذلك بكثير.