اشتقت للمغرب وانا توني جاااي … انطباعي عن اول زيارة للمغرب

السلام عليكم

وصلت من المغرب فجر السبت ، ولا ادري بالتحديد كم ساعة انقضت على وصولي للسعودية أو كم ليلة مرت مع تداخل الليل والنهار وتلخبط نظام اليوم معي منذ سفري للمغرب وليس منذ وصولي

كل ما اعرفه انني نمت ثلاث مرات منذ أن وصلت حتى الان ، في المرة الاولى تحلمت بالمغرب ، والثانية تحلمت بالمغرب ، والثالثة حلفت يومين لو تحلمت فيها بالمغرب لن ابقى ساعة واحدة وسوف اعود للمغرب من جديد ، ولكن شاء الله ان تكون النومة الثالثة خفيفة جدا فلا احلام و لا رؤى ولا منامات بل نوم عميق وهادئ لابعد الحدود

الان لم يبق لي من المغرب سوى الذكريات وشوق ضعف كثيرا عن شوق الساعات الاولى ، ولكن ضعف الشوق الى المغرب حل محله قوة الرغبة في العودة لها من جديد ، بل رغبة تصل الى درجة العزم الحازم بأن المغرب لا تكفيها زيارة واحده مهما كانت جميلة وشيقه

مازلت شبابا ولله الحمد ، ولكن المغرب اعادتني لاجمل ايام مراهقتي ونزواتي الجميله في تاريخ ليس ناصع البياض مع السفر ولكنه ملتهب بشده ، ظننت في فترات متعددة انها مرحلة و انتهت من حياتي ولكن المغرب أبت الا ان تعيد لي من جديد تلك الفترة بكرا كما كانت وثمرة يانعة كما تركتها ولكن بثوب جديد ونكهة مختلفه

رغم انها سفرة واحدة ، ورغم انها لم تتجاوز العشرة ايام ، ولكنني اكتشفت فيها سحر المغرب وسبب حب الناس لهذه البلدة بالذات ، وهو بساطتها

نعم المغرب بسيطة جدا ، اكثر مما كنت اتوقع ،ومختلفة جدا عما قرأته في منتديات السفر ، على الأقل هذا ما ظهر لي في زيارتي الاولى

بساطة تجعلك تعيش جوك الذي تريد كما تريد وبالشكل الذي تريده من غير اي تعقيد أو قيود او حتى متابعة او مراقبة من احد

لا ادري هل هذه هي حقيقة المغرب ، ام لا ، ولكنها الحقيقة التي عشتها في هذه السفرة ، ولا ادري هل ظروفي ساعدتني على ذلك ، ام ان طبيعة المغرب هي من أجبرني على ان اعيشها بأجمل ما فيها

المغرب بلد بسيط جدا ، وهاديء جدا ، خالي من كل العقد نراها في كثير من الدول الاخرى

رحلتي لها ايضا بسيطة جدا وخالية من العقد ، رحلة استجمام لشخص لا يريد سوى ان يعيش اجمل ما في ايامه ويستمتع بما يستطيعه في ايام سفره

شخص رحل من المنغصات و الضغوطات ليستمتع فقط ، فوجد المتعة ، و يسأل ربه ان يديم المتعه عليه وعلى الجميع كما يسأله ان يديم عليه وعلى الجميع الصحة والعافية والستر في الدنيا والاخره

ما سبق هو انطباع وليس تقريرا ، ولو اردتم ان اسوق لكم التقرير ، فسيكون تقريرا تافها وبسيطا جدا ، خالي من الصور وخالي من التفاصيل وخالي من المشوقات التي تبحثون عنها

فهو لا يعود اسطر معدودة تتلخص بأن رحلة السفر كان المخطط لها : اغادير ، مراكش ، كازا ، وشاءات الاقدار أن تتحول إلى اقادير ثم اقادير ثم اقادير ،،،

تسعة ايام في اقادير فقط ، تنقلات ما بين مطاعمها ومقاهيها في النهار ، وملاهيها في الليل ، ثم العودة الى الفندق لقضاء اجمل اللحظات و اصعبها

المطاعم التي ذهبت إليها مطعم اسماعيل وقلعة المؤيد ، وجميعها تقدم اكلات شهية كالطاجن والكبسة السعودية والمقلوبة والمضغوط والحريرة وانواع المقبلات

المقاهي أبرزها خيمة صحاري واوسيانا المطعم الهندي ، والخيمة تقدم المشروبات الساخنة مع طرب جميل وجو هاديء جدا ، واوسيانا مشروبات جميلة وجو هادي ايضا ولم اذهب له سوى مرة واحدة فقط

الملاهي تبدأ من مخيتو ، ثم لاكزار ، ثم اتلانتك ، ومرة واحدة في العنبرة ، ولم اتمكن من السهر في شهرزاد ، رغم شعبتها القوية لانني ببساطة وجدت جوي المناسب في الملاهي السابقة كما ان من كان معي لم يشجعوني كثيرا عليها ولكن لا انكر انني اجد في نفسي حرقة على عدم زيارتها والاستمتاع بها ومحاولة اكتشافها

الطرب منوع والفن الخليجي موجود ، ولكن في بعض الاحيان قد تزداد نسبة الطرب المغربي والصحراوي ،وبصراحة لا تناسبني ابدا خاصة الصحراوي ، وكذلك الغربي موجود في اتلانتك بكثرة ويعجبني جدا خاصة اذا وجد من يتفاعل مع انغامه

من حسن حظي ومن اهم اسباب استمتاعي بهذه السفرة هو لقائي باخي الكريم (( الولهان )) وهو من اعضاء المنتدى ، وكونت معه قروب صغير وجميل ، ولكنه مؤثر جدا في أي مكان ينزل إليه بشهادة جميع من عايش هذا القروب

تعرفت باخي الولهان عن طريق المنتدى ، ومن احد مواضيعه تمنيت لقائه ، ومن اسطره التي كتبها عرفت ان جوه مناسب لجوي ، وفعلا هذا ما كان ، واعتقد ان هذا كان من اهم الاسباب التي جعلت الرحلة جميلة جدا بكل ما فيها

الكل يعلم ان كل مسافر قبيل انطلاق رحلة العودة يعيش نوع من التوتر والدقة والحرص على الوقت ، وهذا ما يعيشه جميع المسافرين تقريبا وانا منهم في جميع سفراتي السابقه

ولكن في هذه السفرة تغير الوضع كثيرا

كان موعد الرحلة الـ 10.5 صباحا ، ولسوء الاحوال الجوية كان من المفترض الخروج من الفندق الساعة الـ 8.5 والوصول للمطار قبيل الـ 9.5

ولكن كل هذا لم يحدث ،،، نعم الطاسي جاء في الموعد المحدد من الساعة الثامنة تقريبا ،،، ولكن الخروج من الفندق لم يتم سوى التاسعة والنصف

رغم انني لم انم تلك الليلة كما هو حال جميع الليالي ، ورغم استغراب من في الفندق واستغراب سائق التاكسي ، و حتى من في المطار عند وصولي لحظة الاقلاع تقريبا ، الا انني لم اشعر دقيقة واحدة بالارق ،،،

كانت القضية محسومة بالنسبة لي ، ان تسهلت الرحلة وعدنا فالحمد لله ، وان لم نعد فلا مشكلة سوف اعود للفندق من جديد ، خاصة وانني تركت به من ينام بغرفتي واؤصيته بعدم الخروج قبل الساعة الـ 12 صباحا

جميع من عرفتهم تقريبا في جميع السهرات وفي جميع الليالي المحرقة والصعبة وجدتهم في وداعي لحظة خروجي من الفندق وهذا من اسباب تأخري في الخروج ، لا ادري هل الوداع كان مرتبا له ام بمحظ الصدفة

ولكن رسائل الجوال لم تفارقني منهم حتى ركبت الطائرة المغربية في العودة الى جدة وامرنا كابتن الطائرة باغلاق الجوالات ، واغلقت الشريحة المغربية ولم افتحها حتى الان رغم انها مشحونة بأكثر من 100 درهم

تمنياتي للجيمع بسفرات جميلة وممتعه

فهد المسافر