* فاس… ماض يمتد في قلب الحاضر
2010-04-24* فاس… ماض يمتد في قلب الحاضر
تعتبر فاس عاصمة المغرب العلمية وبها توجد أكبر مآثر الحضارة الإسلامية في البلاد، وأبرزها جامع القرويين سلطان جوامع المدينة، وأبواب المدينة العتيقة وأشهرها أبواب الفتوح والجيزة والمحروق وبوجلود وباب الصمارين وباب سيغما، وأبراجها وقصورها ونافوراتها الجميلة ومدارسها التاريخية على غرار مدارس العطارين والصفارين والصهريج والمصباحية والبوعنانية. وتتوزع هذه المآثر وسط أسواق وأزقة المدينة المزدحمة باستمرار. وتكاد مدينة فاس تعيش على امتداد العام في حالة احتفال مفتوح، اذ تشهد أيامها المتعاقبة، وفصولها المختلفة احتفالات ومهرجانات متنوعة، منها ما يخص الازياء، والموسيقى، والفنون الشعبية، وحتى فنون الطبخ، وفي فاس ما يكفي من الحضارة العريقة والثقافة الرفيعة، اللتين تجذبان الزوار والراغبين في معرفة تراثها وحضارتها من كل بقاع العالم، ومن شتى الاجناس والاعراق والاديان. وعادة ما تنظم في المدينة لقاءات ثقافية، تعقد في افنية يزين جدرانها زخارف من السيراميك «الزليج»، تحكي بعضا من تاريخ البلاد وتعكس وجها من هويتها. وتبحث هذه الندوات والملتقيات مختلف المواضيع العلمية والادبية والفنية والاجتماعية. وتجمع مدينة فاس بين كونها مقصدا لطلاب العلم والثقافة، تماما كما هي مدينتا كامبريدج واكسفورد في بريطانيا، وكونها مقصدا روحيا، اذ يحج الناس الى مقام المولى ادريس مؤسس مدينة فاس، متوسلين البركات، وطالبين الشفاعة وعلاوة على ذلك تزخر فاس بأكثر من 3000 مسجد ومدرسة للتعليم الاساسي والديني، وعبر العصور كانت جامعة القرويين محجا لطلاب العلم من كل انحاء العلم الاسلامي، كما كانت هذه الحاضرة الاسلامية ملاذا للاجئين وطلاب العلم القادمين من اصقاع العالم الاسلامي من اندونيسيا الى تونس.
وتحيط بمدينة فاس عدة قرى ومدن ذات جاذبية سياحية، سواء لمناخها الطبيعي الخلاب وحدائقها الغناء وبحيراتها، أو لوجود مراكز استشفاء طبيعي بها كحمامات مولاي يعقوب، وعين سيدي حرازم التي يتدفق منها الماء العذب الزلال الذي يستخدم للشرب وللتداوي من أمراض الكليتين.
وعلى مسافة 60 كيلومترا من مدينة فاس على مرتفعات جبال ميشليفن من سلسلة جبال الأطلس المتوسط، توجد مدينة إيفران وهي منتجع جميل، شيدت مبانيها على الطراز الأوروبي وتكسو مرتفعاتها الثلوج خلال فصلي الشتاء والربيع، وبها مركز للتزلج على الثلوج بجبل ميشليفن، كما توجد في إيفران أشهر شلالات المغرب.
وهذه الصور تجسد البعد الحضارى العريق
دمتم بود
التعليقات