الجمل العربي ( نشمي التغلبي ) في ربوع المغرب الخضراء 12 – 2010
2010-12-26
تقليديا ..
بعد أكثر من ثلاث سنوات من تمني زيارة المغرب .. والتي وقف دون اتمامها عقبات كثيرة لا مجال لذكرها والحديث عنها يطول… كانت زيارتي الأولى للمغرب:
الزيارة كانت مفاجئة حيث الفارق الزمني ما بين اتخاذ قرار السفر وركوب الطائرة أقل من 100 ساعة ( 4 أيام )… وبدون أي تخطيط أو ترتيبات تذكر .. معتمدا على ما أستفدته من قراءتي لمواضيع أخواني وأخواتي الأعضاء الكرام.
كانت الرحلة على الخطوط السعودية يوم الأربعاء 9 محرم 1432هـ الموافق 15 ديسمبر 2010م الساعة 9.40 صباحا..
وكان من المفترض أن تكون الرحلة مباشرة ( الرياض – الدار البيضاء – الرياض ) ..
لكن وكما هو متعارف عليه عند الخبراء بالخطوط السعودية يتم الغاء رحلة جدة المباشرة للدار البيضاء وتنزل طائرة الرياض بجده لتقل مسافريها ..
على كل حال لم يكن الوضع سيئ كثيرا سوى أن الطائرة كانت مليئة جدا جدا ومزحومه واعتقد انه لم يبقى مقعد فارغ.
الرحلة كانت طويلة ومرهقه .. ومع ذلك كان كثير من الركاب تعلوا محياهم الابتسامه واللطف .. وخصوصا (( صديقي الحائلي )) والذي احتل مصلى الطائرة وعقد كثير من الحوارات الخفيفة الظل مع الركاب ..
اعجبني من الركاب ثلاثه من المخضرمين من الحجاز وهم في منتهى اللطف والظرافه وعبارتهم الجميله (( يا حظ اللي الوزير خاله )) ..
وملح الرحلة اثنان من شباب القصيم أحدهم يحمل آله العود وصديقه شاب مكتمل الرجولة والوسامه .. كان جوهم راااايق ( ما شاء الله )..
ولا أنسى راكب هااااادئ وسرحاااان في الخمسين من عمره .. مشتاق لزوجته في قرية من نواحي مراكش.
ولطيف أنه لفت لنتباهي .. عشره من الشباب حضروا للمغرب أغلبهم ان لم يكن كلهم أول مره يسافر للمغرب وربما أول مره يسافر للخارج (( صايرين كنهم فريق كرة قدم )) .. منظرهم ظريييييف ومؤدبين ويوزعون على بعضهم وعلى الركاب الابتسامات.
كان من حظي أن مقعدي أتى في الصف الأول حيث المساحة أمامي مريحة .. وكان من حظي أن تكون إحدى مخضرمات الضيافة في الخطوط السعودية في المقعد على يساري .. هذه المرأة عمرها قارب الأربعين وقورة .. و
هي ذاهبة في رحلة قصيرة لزيارة أمها … كانت جارتي في حاجة لعضلاتي فقد اصطحبت حقيبة كبيرة .. وقد كفيتها عناء رفعها وإنزالها في الأدراج ..
جارتي خدمتها في الخطوط السعودية أكثر من عشرين سنه لم تتزوج أبدا .. تتشبث بالأمل وبالشباب ..
رغم أن سنوات عمرها تمضي أمامها مع سوداوية المستقبل ونهاية الخدمة ..
حديثها الشيق والرزين المملوء بالأمل .. أعاد لي شيئ من التوازن النفسي (( فمن رأى حال غيره .. هان عليه حاله )) فشكرا لها ..
في المقعد اللي على يميني … شاب متكتك .. من خلال هاتفه كانت أول عبارة ينطقها (( طلع الفراري ووديه للصيانه .. واذا خلصوا رجعه للكراج !!!)) ..
حبيب قلبي أنت يا صاحب الفراري ..
دار بيني وبينه حوار طوييييييييل .. لم يخلوا أبدا أبدا من البكش .. كان لطيف .. وعلى الرغم من سطحية معلوماته .. استمتعت معه ( الله يسعده )
ملاحظة أخيرة قبل الهبوط ..
نفسية المضيفين السعوديين ..
بعضهم شقردي تحبه لله فالله .. لطف وحبابه .. المتحدث معهم ياتزم بتوجههم خجلا منهم ..
وبعضهم .. كأن الطياره طيارة أبوه وهو متفضل على الركاب بنقلهم مجانا .. (
( كان الله في عون أهل ضيقي الخلق ))
وصلت الرحلة تقريبا الساعة 5.30 عصرا .. الجو جميل وصافي ..
الدخول في منتهى التيسير .. ضابط الجوازات كان لطيف ومتعاون .. وموظف الجمارك رجل كبير في السن بشوش ..
عند خروجي لصالة المطار كان في استقبالي .. سائق مغربي كنت قد اتفقت معه عن طريق أحد اصحابي ..
وسبب اتفاقي مع السائق هو أنني أدخل المغرب لأول مره ولوحدي .. ولابد لي من فترة حضانه أتعرف فيها على البلد .. فكان هذا السائق – وإن كان قد حد من احتكاكي بالناس وكلفني مصاريف اضافيه وتحكم ببعض جدولي – كان خيارا جيدا حيث كان بالاضافة لقيامه بتوصيلي لمشاويري .. دليلا سياحيا وخادما وحارسا ( بودي قارد ) .
كان الاستقبال .. وحمل عني شنطتي وانطلقنا للشقه المحجوزة مسبقا في شارع ألفا جوار فندق ريفيولي .. وفي الشقه استقبلني خادمتين حبوبتين ( امرأة كبيرة وبنت أختها ) ..
وضعنا الشنط وكان الوقت تقريبا المغرب .. وذهبت مع السائق لاستكشاف المنطقة .. والتعرف على وضع المدينه .. وفي طريق العوده بعد ساعتين من التمشيه .. عرجت على التوين سنتر .. فزرت المحلات والكفيهات .. ( حيث قابلت أحد المخضرميييين جدااااا ( أبو منصور ).. كان لطيف ورايق .. ويتحرك بدهاء ويطرح كثيرا من الاسئلة ..
ومن السوق المركزي في التوين سنتر اشتريت التموين اللازم لأربعة أيام ..
في الشقه بقيت 3 أو 4 ساعات خلالها تم تجهيز العشاء (( طاجن دجاج )) وبعده خلدت للنوم ..
بعد ساعتين من النوم صحيت .. وكأنني قد اكتفيت منه .. رغم ارهاق الرحلة لم استطع العودة إلى النوم ..
وخارج غرفتي وجدت الخادمة ( كبيرة السن ) قرب المطبخ على سجادتها تقرأ من المصحف .. كانت الساعة الثالثة والمشهد له هيبته وروحانيته..
ألقيت عليها التحية .. وطلبت منها أن تدعو لي .. فعرضت علي أن تخدمني فلم أوافق .. وجلست في الصاله .. أمارس الشخبطه بقلمي .. وأطارح وأصارع عقلي وأفكاري ..
في السابعة صباحا تقريبا .. وبعد أن وقفت في البلكونه أشاهد صباح المغرب وبدايات الحركة في شوارعه .. استطعت أن أقنص ساعة من النوم لأصحو بعدها وآكل فطوري مع الأتاي المغربي .. وفي أثناء فطوري حضر السائق ليصطحبني للرباط حيث السفارة السعودية ..
صور هذا الجزء من الرحلة ..
الشارع الأمامي للعمارة في شارع ألفا بالقرب من فندق ريفيولي وتقاطع شارع مولاي يوسف.
صالة الشقة واسعة جدا بها طاولة طعام 6 كراسي وجلسة مغربية جانبية وطقم كنب ومكتبة تلفزيون ..والاثاث قديم شوي.
في الشقه ثلاث غرف هذه احداها .. وقد اشتريت فرش للسرير خاص بي لا يظهر في الصورة.
الشارع الخلفي للعمارة .. وأذكر أن أحد الأعضاء الكرام وأظنه البربيش سبق أن صور هذه العمارة التي يخترق بلكوناتها نخلة طويله جدا.
بليت شعبي قديم وسط العمارات .. جميل .. وأحببت أن اتحفكم بصورته.
للحديث بقية
التعليقات