القلاع في سورية
2009-10-06
تبعد قلعة العليقة عن طرطوس 85 كم وعن قدموس ما يقارب عشرون كم إلى جهة الشمال الغربي وتقع ضمن أحضان سلسلة الجبال الساحلية اليوم ,تتوضع على جبل صخري كلسي بارز مما اكسبها منعة رهيبة.
لم يذكر التاريخ أسم بانيها الأول ومعنى هذا تضاربت الأقوال في أصل وجودها . وربما تعود إلى العصور الهيلينية حيث عثر على آثار يونانية غير بعيدة عنها أول من فتحها سيدنا المولى سنان راشد الدين ورمم أسوارها .وحصنها (سنقر العجمي ) ثم تسلمها (أبو بكر العليشي ) بعهد محمد بن قلاوون وتلاه الرضى ثم ولده صارم الدين الذي سلمها الى العسكر المقيم بيلانطس
وقد لنتقل القلعة من يد إلى يد إلى إن عادت إلى أصحابها الأسماعيليين أخيرا وظلت ضمن ملكيتهم حتى وقت قريب عندما نزحوا منها وانتقلوا إلى قدموس ومصياف حيث يوجد حي كبير مسمى باسمهم يدعى(حارة العليقة )
وصف القلعة :
لقلعة العليقة سوران أحدهما ضمن الآخر وبهذا تصبح قلعة ضمن قلعة حيث تتوزع الأبراج والقناطر عليها إلا إن أجزاء منها قد تهدمت عبر الزمن .
كانت بوابتها الرئيسية واضحة المعالم حتى وقت قريب وكانت تغلق ليلا وذلك بسبب السكان الذين أقاموا فيها إلا أنها أزيلت في الوقت الحاضر وفيها جامع تهدمت جدرانه فلم يبقى منه سوى القواس المتقاطعة مع بعضها البعض وهي تستند على دعائم بجانبه بئر ماء حفر بالصخر أما بوابة السور الداخلية فهي جيدة وفريدة من نوعها وحجارتها متداخلة كتب عليها كتابات غير مفهومة بسبب عوامل حت مجهولة
كما عثر منذ فترة على أربعة غرف كلسيه بيضاء تحت الأرض وهي حاليا مطمورة وغير ظاهرة وعلى مقربة من القلعة توجد مقبرة إسلامية وتضم قبر فضيلة الشيخ محمود العليقة رحمه الله وادخله فسيح جناته وهو احد كبار دعاة الإسماعيلية كما توجد كتابة على إحدى الأحجار التي تشكل برجا كبيرا وقد كتب عليها “أمر بعمارة هذا البرج الزردخاني (شيحا جمال الدين) وهذا كان من كبار قادة الإسماعيلية الذين خاضوا معارك بحرية كبرى ضد الصليبيين .
وضع القلعة الحالي عبارة عن رعوش لزراعة الدخان والأشجار المثمرة إلى جانب الشجيرات الحرجية
قلعة الكهف
لمحة تاريخية
تقع قلعة الكهف في أرض منخفضة في أرض منخفضة تتوسط سلسلة الجبال الساحلية التي تحيط بها , وهي قائمة على هضبة صخرية فوق واد سحيق , تمتد على مسافة ستمائة متر طولا وعرضا يتجاوز الخمسة عشر كيلو متر , تبعد قلعة الكهف عن قلعة قدموس عشرون كيلو مترا وعن قرية الشيخ بدر عشرون كيلو مترا أيضا …
في عام 1101 م كانت من أملاك سيف الدين بن عمرو الدمشقي إلا أن الصليبيين استطاعوا احتلالها عام 1128 م ثم استرجعها صاحبها منهم في عام 1132 م ولكن بعد وفاته حدث خلاف بين أولاده مما جعلهم يعرضونها للبيع فتقدم لشرائها (أبو الفتح العراقي )وحولها إلى قاعدة كبرى , وفي عام 1138 م فتحها الداعية شهاب الدين أبو الفرج وجعلها حامية تابعة إلى إمارة (آلموت) الفارسية عاصمة الدولة الإسماعيلية في ذلك الزمان.
ثم تولى أمرها (علي بن مسعود ) الذي حاول فصلها عن (آلموت ) ,والاستقلال بذاته فتم إيفاد من قام بقتله وبعده حدثت اضطرابات عنيفة بين قواد القلعة مما مهد الأمر لمولانا سنان راشد الدين للسيطرة على الموقف بعدما تمكن من إطفاء نار الفتنة العائلية التي قامت فيها وقام بتجديد بناء الحصون وتنظيم الجيش وإعداده بالإضافة الى إقامة مدرسة لتدريب المجاهدين الفدائية تشابه قلعة آلموت الفارسية
في عام 1194 م زارها الإمام الفاطمي النزاري جلال الدين حسن عليه السلام , وكان قد أرسل برسائل يطالب بإصلاح الحمام فيها
معالم القلعة :
الدخول إلى القلعة من بوابة رئيسية التي تكاد معالمها تزول الآن , وبعد اجتياز هذه البوابة بحوالي ثلاثين مترا , نصل إلى حمام مغطى بشجيرات حرجية يقع من الجهة الجنوبية للقلعة وهو بناء مستطيل الشكل يمكن الدخول إليه من بوابة رئيسية تقع إلى شرق القلعة تعلوها كتابة كتب فيها ما يلي :
“بسم الله الرحمن الرحيم ادخلوها بسلام آمنين وعلى الله فليتوكل المؤمنون أمر بعمارة هذه الحمام المباركة المولى العادل القادر سراج الدين والنجم مظفر بن الحسين أعز الله العامرة في ولاية العبد الفقير رحمة الله عليه وإلى شفاعة مواليه الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين حسن إسماعيل العجمي الآلموتي في رمضان 572 ه (لماعدخو)
إلا إن هذه الكلمة المبهمة والتي جاءت بعد ذكر التاريخ والمؤلفة من سبعة أحرف ربما تكون من المعني السرية لدى الفدائية فكل شيء عندهم له معنى سري.
وتؤدي البوابة هذه إلى بهو كبير (البراني ) وهي غرفة الثياب , له شرفة تطل على واد سحيق , وفي الزاوية الجنوبية الغربية باب يؤدي إلى ردهة طويلة في جدارها الشمالي ثمة باب يؤدي إلى قاعة الحمام مثمنة الشكل مبنية بإتقان (الحمام الوسطاني ) ( وهي الغرفة الدافئة وترتفع درجة حرارتها قليلا عن القسم السابق ) .
يتوزع في جدرانها اثني عشر قنطرة وفي كل منها قناة فخارية للمياه.
أما سقف دائرة الحمام فهو مقبب مبني من الحجارة تتخلله فتحات مستديرة صغيرة يغطيها بلور
ومن الجدير بالذكر أن مياه القلعة كانت تجلب إليها عن طريق قنوات فخارية من عين غزيرة قريبة منها حوالي 2 كم تسمى حاليا عين فاطمة إلا انها خالية من السكان حاليا ولم تسكن بعد أحداثها التاريخية كباقي القلاع الإسماعيلية كمصياف وقدموس والعليقة والخوابي وإنما انتقل أخر دفعة من سكانها الى قلعة شيزر وقضوا فيها ردحا من الزمن ليعودوا ويهاجروا منها إلى مصياف وسلمية ومنهم جزء من عائلات غيبور والحلو و زريق وصعب…
وتتميز قلعة الكهف عن بقية قلاع الدعوة ببواباتها الثلاث الرئيسية وربما للزيادة في حصانتها باعتبارها من المدارس الفدائية
قلعة الكهف مغطاة حاليا بشكل كلي بالأشجار الحرجية.
قلعة المضيق أو حصن أفاميا
(الأكروبول)
تقع محافظة حماة على بعد خمسين كيلومتراً تقريباً شمال غربي المدينة على الهضبة الشرقية من وادي الغاب، حيث أقيمت في أعلى قمة من هضبة أفاميا كان في مكانها حصن قديم اسمه حصن أفاميا يشرف على مدينة أفاميا الأثرية. وقد تأثرت هذه القلعة وتهدم جزء منها بعد زلزال ضرب المنطقة عام 1157م فقام نور الدين الزنكي بترميمها وجعلها على شكل القلاع العربية.
سميت بـ (قلعة المضيق لأنها تطل على مضيق يقع بين التل الذي بنيت عليه وجبل شحشبو الذي يقابله في الجانب الاخر.
وإن موقع هذه القلعة الاستراتيجي يعطيها أهمية عسكرية كبيرة من أجل الدفاع عن المنطقة المحيطة بها فهي مقامة على تلة كبيرة أو هضبة تحيط بها سهول منخفضة وواسعة من جهاتها الأربع وبذا فيكون لها سيطرة كاملة على كل من سهل الغاب ووادي الدورة، وعلى خان شيخون وعلى سفوح هضبة السقلبيه.
وبذلك نرى أن لهذه القلعة أهمية كبير في تأمين الحماية على جزء مهم من حوض العاصي الذي شهد حضارات عدة في هذه المنطقة.
لقد أقام سكان أفامية حتى القرن الثالث عشر الميلادي داخل الأسوار، بعد ذلك استقروا في قلعتها “المضيق” والتي ترجع تحصينات القرون الوسطى فيها إلى القرن الثالث عشر. وتعود هذه القلعة بجذورهما إلى ما قبل العهد السلوقي إذ ذكر الموقع باسم “نيا” في رسائل تل العمارنة، ثم “بارنكا” حسب المؤرخ استرابون، وبعد معركة إيسوس التي انتصر فيها الفرس سنة 333 ق.م سميت باسم “بيلاّ”. مؤسسها الحقيقي سلوقس *****ور الأول الذي بنى مدينة أفامية، وبنى معها قلعتها. ثم دخلت القلعة في حوزة الرومان 64م، والبيزنطيين، ثم فتحها العرب المسلمون عام 638م. وفي العصر العباسي بدأ المسلمون يهتمون بتشييد الحصون والثغور فبنوا حصناً منيعاً على قمة التل، وكان يحيط بالقلعة سور مرتفع مضلع له أبراج مربعة الشكل كما كان حولها خندق يُملأ بمياه نهر العاصي عندما تتعرض القلعة للهجوم. يظهر على باب القلعة المقنطر اسم الملك الناصر يوسف حفيد الملك الظاهر غازي تاريخ (654) هـ كما أن الأبراج تحمل اسم الملك الظاهر غازي بن السلطان صلاح الدين الأيوبي وعليها تاريخ (602) هـ .
فقدت القلعة أهميتها خلال الحكم العثماني واتخذ السكان اجزاء منها على مساكن لهم, وقد تم انشاء متحف في جزء من القلعة هو متحف أفاميا ويضم نفائس وكنوز من لوحات الفسيفساء اكتشفت في أفاميا.
بدأت بعثة أثرية بلجيكية بأولى الحفريات خلال أعوام 1928م، 1930م، 1938م، 1947م، 1953م. وفي عام 1965م استأنف مركز الأبحاث الأثري البلجيكي بالاشتراك مع المديرية العامة للآثار والمتاحف هذه التنقيبات. وعلى الرغم من زوال معظم المنشآت الداخلية في القلعة، إلا أن الأسوار والأبراج الخارجية التي لا تزال قائمة، تعطي فكرة واضحة عن ضخامة البناء وقوته، وأهم ما بقي من آثار القلعة:
المدخل: ويقع في الجهة الجنوبية، بين برجي حماية، ويقود إلى بوابة ذات طراز عربي أيوبي في غاية الجمال، توصل إلى داخل القلعة عبر ممر ذي سقف معقود مبني من الحجر المنحوت.
الأسوار: تحيط بقمة المرتفع، ويبلغ قطرها الوسطي حوالي 300 متر، وهي مبنية من الحجر الكلسي المنحوت والضخم، وتتداخل الأسوار مع الأبراج بقوة وتترابط فيما بينها، وللقلعة تسعة عشر برجاً تتميز بضخامتها وقوة تحصيناتها، إلا أن أبراج الجهة الغربية، أقل عدداً وأصغر حجماً حيث أن مرامي السهام المنتشرة على الأسوار تؤمن الحماية الكاملة من هذه الجهة مع المنحدر. أما سفوح التل، فهي شديدة الانحدار ومزودة بتصفيح حجري لتوفير الحماية المطلوبة للقلعة.
تحوي القلعة من الداخل عدداً من الأقبية القديمة الأيوبية والعثمانية، وقد قامت مديرية الآثار مؤخراً باستملاك أبنية الأهالي الحديثة داخل القلعة تمهيداً لإنجاز أعمال الترميم والتأهيل في واحد من المعالم التاريخية والسياحية الهامة في سورية.
التعليقات