أهلا وسهلا بك إلى المسافر السياحة و السفر.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، يسرنا ان تسجل معنا في اكبر مواقع السفر للتسجيل اضغط هنا

مــــــــن هــــــــم النــــــور وما علاقتهم بالزير ســالم

2007-04-05
الصورة الشخصية
عدد المشاركات: 570

كثيراً ما يصادفنا النور في الشوارع وفي بعض الأحياء وهم يتجولون بحثا عن لقمة العيش أو شيئا قد يكون مفيداً في أكوام القمامة! وفي أغلب الأحيان يتسولون، ترى ماهي حكايتهم !
بعض الروايات القديمة تقول انه بعد ثأر الزير سالم لأخيه وانتصاره على قوم جساس قام بمنعهم من ايقاد النار والسكن في بيوت “الشعر” وفرض عليهم الترحال، ولاعتماد علي نسائهم ومنذ ذلك التاريخ ابتدأ الترحال الأبدي للنور !!
ورغم تطور الحياة والدخول إلى عصر العلم والتكنولوجيا، لا يزال النور يعيشون على هامش المجتمع بإصرار عجيب.
في محاولة لفهم الدوافع الحقيقية التي تقف وراء ممارستهم لهذه الطقوس البدائية في الحياة وفي التشرد كان لنا حوار مع اثنين من المعروفين لديهم.
مسعود ابو ذيب الذي يبلغ الخامسة والأربعين من عمره يقول حول الجذور التاريخية لأصول “النور”:
– إن اصولنا تنحدر من عهد الزير سالم، وحياتنا كانت عبارة عن رحيل دائم بين الوديان والجبال، وبين المدن المغلقة الأبواب، لقد فقدنا حياة الأستقرار وفقدنا الرعاية الصحية لذلك كثرت الأمراض بين أطفالنا الذين يعانون من الإعاقة او من امراض مزمنة اخرى، وبشعور ممزوج بالألم، وبالوجع الخقي من هذا الإهمال المتواصل لطائفة كبيرة من اتباعه الذين فقدو كل رعاية انسانية يقول نحن محرومون من ابسط مستلزمات العيش الكريم ومن الرعاية الصحية والتعليم.

* الملاحظ انكم تستخدمون الحمير والبغال في التنقل والترحال فهل يعني هذا انكم لا تحسنون ركوب الخيل ؟

– اطلاقا، فتاريخنا يؤكد أن الزير سالم كان فارساً حقيقياً، ونحن عرب نعشق الخيل ولكن لقلة امكانياتنا المادية، وظفنا الحمير لخدمة مصالحنا في التنقل والترحال من مكان إلى مكان آخر.
إننا نعيش اليأس والمرارة في مجتمعنا ووطننا وبالرغم من اننا مواطنون نحمل جوازات سفر وشهادات ميلاد فإننا لم نحصل على ابسط حقوقنا، اذ ليس من حقنا العمل أو التعليم او الحصول على سكن لائق، وحتى لا يحق لنا اداء فريضة العمرة او حج بيت الله، كما لا يحق لنا فتح محلات للعمل !
وما زلنا نواجه الكثير من المشكلات والمتاعب، فلدي على سبيل المثال شاب معاق مسؤول عن خمسة افراد ويعمل في مسح السيارات لأنه لم يستطع الحصول على أي عمل لأنه من “النور” وهو يتعرض للسجن احيانا بدون تهمة.. لماذا؟ لأنه من “النور”.

* وماذا عن تقاليد الزواج عندكم ؟ هل تسمحون بالزواج من غير النور ؟

– نحن مسلمون وعرب، لا يختلف زواجنا عن غيرنا اذ يتم وفق الشريعة الإسلامية مع الحفاظ على كافة حقوق المرأة من أثاث ومن مراسيم للزفاف.
ولكن الأولوية في الزواج لأبنائنا لكننا لا نمانع اذا تزوجت بناتنا من ابناء المدينة او بالعكس، المهم توفر عنصر الرضا والموافقة بين الطرفين.

*ولكن ما عدد النور في الوطن العربي في تصورك ؟

– ضحك الشيخ مسعود بمرارة وهو يعلن بأنهم غير معترف بهم رسمياً، بالرغم من انهم سجلوا في جداول الإحصاء، ويقول: ان أولادنا يؤدون الخدمة العسكرية وننفذ كل الواجبات لكننا بدون حقوق ! ويتم التعامل معنا كأننا لقطاء !
* وعن الأصول القديمة لهذه الطائفة يقول احمد المعمرين من النور وهو الحاج توفيق حسن الذي يبلغ المائة عام تقريباً:
– تمتد اصول “النور” الى بني جساس وقديماً كانت لنا بيوت نسكن فيها ونحن ننحدر من قبيلة حجاج الذين شردوا الزير سالم وذبحوا اخاه “كليب” وكنا نعيش الى فترة قريبة في منطقة صويلح بين اقوام مختلفة من الأتراك والشيشان وكنا نقطن في منطقة الحجر التي سيطر عليها الأتراك في حكم الدولة العثمانية، وحين اندلعت الثورة بين العشائر آنذاك كانت النتيجة ان اعتقل العرب والنور معاً في مدينة الكرك مما دعا مفلح الصبح الحجاج ومثقال الحمد الحجاج الى حفر نفق تحت الأرض لاطلاق سراح المعتقلين في سجون الأتراك في ذلك الوقت.

*وكيف ترى الأمور الآن ياحاج توفيق ؟

– لم يبق ياولدي من العمر شيء، انا لست في وضع من يخاف على شيء فهذه الحياة قد امضيتها في السفر والتنقل والترحل، كانت الأيام المريرة طويلة طويلة، والايام الحلوة مرت بسرعة ولا أكاد أتذكرها، فنحن النور جئنا الى هذه الدنيا من أجل الشقاء والتشرد والنبذ والضياع لسبب نجهله، ولا نعرفه.

* هناك اقاويل وشائعات كثيرة عن عادات النور وطباعهم بالقول احيانا بأنكم ميالون للطرب وجلسات الكيف، وغير ميالين إلي العمل والإنتاجية ؟
– لدينا مثل قديم يقول: “الرأس اللي ما فيه كيف حلال أقطعه” من يا ولدي لا يحب الكيف والطرب الا اذا كان نكدياً ومعقداً، وقديماً قالوا ايضاً “الرجل بشجاعته وفحولته والمرأة برقتها وأنوثتها” هذه هي حقائق الحياة ومن يقول غير ذلك فهو ناكر لنعمة ربه عليه أو ميال إلى الكذب على نفسه وعلى الآخرين، اما قضية اننا لا نميل إلى العمل فهذا كلام غير صحيح ويقال في سياق رفض المجتمعات التي نعيش فيها لنا، او حتى رفضها التوقف عن مشاعر النبذ والازدراء التي يمارسونها علينا.

* ولكن لماذا هذا الموقف منكم ؟

– يقال والعهدة على الراوي ان هذا الموقف مورس علينا منذ أيام الزير سالم حيث حملنا الكثيرون مسؤولية موت كليب ومسؤولية استمرار الحرب التي نشأت عن موت كليب سنوات طويلة.

* لكن انت تتحدث هنا عن زمن سحيق وأحداث مرت قبل قرون طويلة من الزمان ؟

– هذا صحيح ولكن يا ولدي هذا ما نسمعه منذ ان كنا صغاراً فكيف تناقلته اجيالنا اذ لم يكن صحيحاً.

*ألم تنس لكم المجتمعات المحيطة بكم هذه الزلة اذا كانت قد وقعت فعلاً ؟
– بالتأكيد، لكن يبدو اننا مع استمرار هذا الزمن الطويل أدمنا حياة الترحال والتشرد حتى صارت جزءا من نسيج حياتنا اليومية، وصارت جزءا من تفكيرنا الى الحد الذي جعلنا نبتعد عن حضارة المدن ونرفض ان نذوب فيها.
* فهل أثر هذا فيكم بشكل جوهري ؟

– قد يكون أثر فينا على صعيد لقمة العيش وعلى صعيد صحة ومستقبل اطفالنا، لكنه لم يؤثر في نفسياتنا المرتاحة من الداخل، انظر الى سكان المدن الآن ستجدهم متوترين على الدوام ومعظمهم يموتون من الحنق والتوتر ويصابون بالجلطات القلبية والدماغية في الوقت الذي نموت نحن بهدوء وأنا أمامك أكبر مثال عمري الآن تجاوز المئة عام لكني لا أعاني من اي شيء سوى الفاقة والفقر والعوز ولكن الحمد لله على كل شيء فأنا لا أملك بيتاً ولا أملك سيارة لكني أملك الأرض كلها اجوبها واتنقل فيها وقتما اشاء، بينما لا يملك اصحاب البيوت سوى مساحة بيوتهم يتحركون فيها.

:124: :61_f:

انشر هذا الموضوع