أهلا وسهلا بك إلى المسافر السياحة و السفر.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، يسرنا ان تسجل معنا في اكبر مواقع السفر للتسجيل اضغط هنا

المنتجات التراثية محط أنظار السياح إلى دمشق

2006-09-16
الصورة الشخصية
عدد المشاركات: 76

الزائر لمدينة دمشق لا بد وأن تبهره تلك المنتجات المحلية التراثية التي تبدعها تلك الأيدي الماهرة التي توارثت المهن والصناعات اليدوية الدمشقية أباً عن جد حتى اكتسبت هذه المنتجات صفة الديمومة والاستمرار، خاصة أن عمر البعض منها يزيد على آلاف السنين. وللمحافظة على المهن اليدوية الدمشقية من الضياع والاندثار كان لا بد من تجميع ما يتجاوز عدده المائة مهنة في سوق خاص، وبالفعل هذا ما حصل قبل حوالي ربع قرن عندما حوّل جزء من مبنى (التكية السليمانية) الأثري الشهير في وسط دمشق إلى سوق للمهن اليدوية الدمشقية، حيث أصبح هذا السوق علامة بارزة مميزة في نسيج دمشق التراثي، وأصبح مقصداً للسياح والزوار من كل حدب وصوب. السوق وعمارته التراثية: على ضفاف بردى في وسط دمشق تتوضع مباني التكية السليمانية وهي مجموعة عمرانية فخمة تحتل على ضفة بردى اليمنى مساحة من الأرض واسعة تلفت الأنظار بقبابها العديدة المنتظمة كالعقد حول قبة رئيسية كبيرة، يحيط بها مئذنتان ممشوقتان، ترتفعان في السماء ويتخلل هذه المجموعة المعمارية حدائق وأشجار يمتزج جمالها بمحاسن العمارة، فيجعل من هذه البقعة من دمشق من أجمل البقاع وأكثرها جاذبية.
وهذه المنشأة شيدت في بداية العهد العثماني سنة 976 هـ في زمن السلطان سليمان القانوني وتتألف من ثلاثة مبان وهي تكية كبيرة في الجانب الغربي، ومدرسة مستقلة عنها في الجانب الشرقي، وسوق يمتد أمام المدرسة من شمالها. وفي حين تم استثمار المبنى الأول كمتحف حربي فإن المبنيين الثاني والثالث تم استثمارهما كسوق للصناعات والحرف اليدوية الدمشقية. أي تم ربط المدرسة مع السوق بنمط واحد ليخرج منهما هذا السوق السياحي الفريد في دمشق والمدرسة عبارة عن بناء مستقل، في وسطها صحن مزود ببركة مستطيلة تحيط به مجموعة من الغرف الصغيرة المسقوفة بالقباب في كل منها مدفئة على شكل غرف التكية وأمام الغرف رواق يحيط بالصحن تغطيه أيضاً القباب الصغيرة، محمول على أقواس وأعمدة قليلة الارتفاع، وفي المدرسة مسجد خاص بها ليس له مآذن ولا منبر ــ كما هو حال التكية ـ فهو مصلى على شكل غرفة مربعة تبرز عن حدود البناء باتجاه الجنوب مسقوفة بقبة لها رقبة مضلعة مزودة بالنوافذ، لم يبق من نوافذ المسجد المعشقة بالزجاج الملون سوى واحدة فقط. ويكسو جدرانه ألواح القاشاني، يتخللها شبابيك وخزائن كتب ويتوسط الجدران شريط من بلاطات القاشاني رسمت عليها شرافات كموضوع زخرفي. لقد تم استخدام المدرسة مع السوق ـ كما أسلفنا ـ كسوق سياحي للمهن والصناعات اليدوية الدمشقية. وأصبح هذا السوق أهم محطة سياحية وأثرية في دمشق، حيث يقدم قراءة شيقة لحكاية الحرف والمهن اليدوية الدمشقية. صناعات متنوعة: من أبرز الصناعات اليدوية الدمشقية والتي ما زالت مستمرة منذ مئات السنين، هناك صناعة الأنسجة الحريرية والأغباني والبروكار وهو عبارة عن قماش يحاك على نول خشبي تقتصر مواده الأولية على الحرير الطبيعي المستخرج من دودة القز والمصنع محلياً وخيوط الذهب التي غالباً ما تكون من عيار 11 قيراطا، لكن في العصر الحالي هناك الكثير من الحرفيين الذين يستخدمون الخيوط المذهبة لكن الجميع ما زال يستخدم الحرير الطبيعي. ويصنع من قماش البروكار العديد من أنواع الثياب، خاصة الثياب الدمشقية القديمة كالسراويل والميتان وغيرها. من الحرف الدمشقية اليدوية الشهيرة أيضاً هناك ما يسمى بـ (التنزيل على الخشب) وهي زخارف جميلة تتم على الشكل التالي: يحدد شكل الطبقة المراد تنزيلها على الخشب وبعد أن تنتهي عملية التصميم للرسوم والأشكال الزخرفية على ورق الكلك تجري بعدها عملية التثقيب للورقة نفسها لتحديد معالم الخطوط المراد طبعها من خلال استخدام بودرة الفحم التي تحدد تلك المعالم بدقة على القطعة الخشبية وبعدها تأتي مرحلة التنزيل النافر على الرسم أو الشكل الذي تم طبعه ويتم خلط المواد الداخلة بالتركيب لصنع العجينة وهي ما تسمى بالرسم النباتي تنزل بالريشة وتصبح نافرة وتترك حتى تجف تماماً. تأتي بعدها مرحلة توزيع الألوان وهي: الكحلي، الخمري، الأخضر، وبعد أن تجف الألوان يتم تنزيل الذهب أو الفضة على الأشكال النافرة وهكذا تكون عملية تحديد العروق النباتية النافرة باللون الأسود.

ويمكن التعرف من خلال منتديات المسافر على الصناعات اليدوية أيضاً الخزف والفخار وينتج منهما أوانٍ جميلة وأحواض زينة ومزهريات وفازات وجرات ماء وغير ذلك وصناعة الفخار والخزف تتم بقيام الحرفي بجلب تراب ناري من سوق وادي بردى بنوعيه الأحمر والأبيض ويقوم بخلطهما ومزجهما ثم يضعهما في حوض ماء مدة 24 ساعة ليندمجا معاً ويصبحا عجينة واحدة متخمرة وفي المرحلة الثانية يتم تصويل العجينة في غربال ناعم وتنزل إلى الحوض الثاني (المصول) ثم تنقل إلى (المنشر) لتبقى عشرة أيام لتتخمر من جديد، وهكذا تستمر عمليات التنشيف والتخمير لمدة أسبوعين وبعدها تدعك العجينة لبعض الوقت بواسطة القدمين ثم اليدين لتصبح قابلة للتشكيل باليد أو على الدولاب المتحرك، والدولاب أو الأصح (عجلة الخزاف) هي أداة على شكل منصة دائرية متحركة يقوم (النوافيري) بتدويرها بقدمه من الأسفل في نفس الوقت الذي يعمل على تشكيل العجينة على المنصة بيديه وهي تحتاج إلى مهارة لإنتاج الأشكال الأسطوانية كاباريق الشرب والجرّات. وتوضع المنتوجات على لوحات خشبية لتنشف تماماً خلال مدة أسبوع وبعد أن تجف يتم شويها بالفرن لمدة 12 ساعة، وبعد الشي تصبح جاهزة للبيع.

ويمكن التعرف من خلال منتديات المسافر على المهن الدمشقية العريقة أيضاً هناك الموزاييك والتصديف وهي عبارة عن ابتكار بعض الرسوم والزخارف التي يتم تفريغها على مسطحات من خشب الجوز المحلي الذي يتميز بألوانه الداكنة وبقوته وقدرته على مقاومة التسوس. وتتميز أعمال هذه المهنة ببريق ألوان الأصداف البحرية أو النهرية الداخلة في تركيب وحداتها الزخرفية النباتية والهندسية.

تم نقل الموضوع لما فيه من معلومات مهمة شكرا لسفير الامارات

انشر هذا الموضوع