قلعة المَرقَب تعشقُ البحر ويُهيمُ بها زوارها

على مقربة من مدينة بانياس صعودا” باتجاه الشرق تتربع قلعة المرقب بتاريخها المتجذر العريق ليخال للواقف على أسوارها من الجهة الغربية إنه يمتلك شرفة الدهر فهي التي امتلكت القدرة على التحكم بالطريق الساحلي الممتد على طول الساحل الشرقي للمتوسط أبرز ما يميز الموقع قربه الشديد من البحر كخط نظر والانحدار الشديد باتجاه البحر

المرقب قلعة لها تاريخ عسكري حافل وتاريخ من القدرة على مقاومة المهاجمين

تمكن قلاوون عام 1285م من تحريرها بعد أن كان القائد صلاح الدين الأيوبي بشجاعة وحنكة وحكمة تفادى القوة العسكرية الفر نجية التي كانت تحتل القلعة يوم توجه بعد تحرير طرطوس إلى جبلة لتصبح بعد ذلك معقلا ومركزا لمقارعة الفرنجة

تبعد القلعة عن مركز مدينة بانياس قرابة /5 كم/ صعودا عبر طريق مازال بحاجة للكثير من العناية و الاهتمام الذي يليق بتاريخ وجمال وروعة هذه القلعة مع التنويه بالجهود التي بذلت في هذا الإطار0

تحتوي القلعة على الكثير من القاعات كالفرسان والأفران وغيرها كما تحتوي على خزانات عديدة ذات سعات هائلة استخدمت عبر تاريخ القلعة لتخزين المياه الصالحة للشرب والتي كانت تكفي لفترة طويلة تصل إلى قرابة السنة

كما يوجد في القلعة أبراج دائرية عديدة وهي من مميزات القلعة و كنيسة هي في حالة جيدة و كانت قد شهدت فيها اكتشافا للوحة تمثل تلامذة السيد المسيح على الأرجح 00

القلعة اليوم ومنذ قيام الحكومات الوطنية تتبع لوزارة الثقافة وهناك جهود بذلت لتخديم القلعة لكنها ما زالت دون مستوى الطموح و دون المستوى الذي يليق بأهمية القلعة وتقوم حاليا المؤسسة العامة للآثار و المتحف بإعادة تأهيل القلعة من الداخل وإجراء ترميمات لكن اللافت استخدام الاسمنت الأسود الذي من وجهة نظري استخدام لايفي بالغرض لا بل و يمكن أن يسيء إلى القيمة الفنية و التاريخية للقلعة 0علما بان القلعة قد بنيت بحجارة بازلتية سوداء0

موقع القلعة من أجمل الإطلالات على ساحلنا السوري حيث يمكنك أن ترى سلاسل الجبال الممتدة باتجاه الشرق و الشمال الشرقي والساحل بتعرجات شطآنه وخلجانه و لعل من المهم أن نشير على امكانية مشاهدة مدن الساحل السوري كجبلة و اللاذقية ليلا وهي تتلألأ ليلا بانارتها

وعلى مقربة أيضا من القلعة باتجاه الغرب وعلى بعد أمتار من شاطيء البحر نشاهد برجا عسكريا” كان بمثابة الاستطلاع المتقدم للانذار السريع للقلعة و قاطنيها من أي تهديد بني للضرورات العسكرية ويعرف اليوم بـ(برج الصبي)