أهلا وسهلا بك إلى المسافر السياحة و السفر.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، يسرنا ان تسجل معنا في اكبر مواقع السفر للتسجيل اضغط هنا

أكثر من ستة ملايين سائح كل عام يختارون تونس لما تتمتع به من أمن

2007-09-17
الصورة الشخصية
عدد المشاركات: 757
أكثر من ستة ملايين سائح كل عام يختارون تونس لما تتمتع به من أمن
وما تملكه من مؤهلات سياحية

لما استقلت تونس عام 1956 كانت أمامها أولويات اقتصادية واجتماعية متأكدة للخروج من رواسب استعمار فرنسي عمر 75 عاما ولم يكن القطاع السياحي وقتها يحتل أولوية وتستقطب تونس اليوم حوالي 6 ملايين سائح سنويا وهو ما يجعلها قطبا سياحيا متميزا وهاما في المنطقة المتوسطية.
كما تعتمد تونس على قطاع السياحة باعتباره رافدا أساسيا من روافد التنمية الاقتصادية والاجتماعية إذ يساهم بمعدل 6 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي ويمثل أكثر من 5 بالمائة من جملة الاستثمارات. كما وفر سنويا خلال العشر سنوات الأخيرة بين 17 و19 بالمائة من العملة الأجنبية للبلاد من جملة مداخيل الخدمات.
بالنظر إلى العناية الكبيرة بالقطاع السياحي أصبح يساهم في تغطية عجز الميزان التجاري للبلاد بنسبة 54 بالمائة وتوفير أكثر من 340 ألف موطن شغل مباشر وغير مباشر أي ما يمثل حوالي 12 بالمائة من القوى العاملة بالبلاد.
وقد أمكن تحقيق هذه النتائج من خلال مضاعفة جل المؤشرات منذ تغيير 7 نوفمبر 1987 من ذلك تطور حجم المداخيل السياحية بأربع مرات بعد أن كانت في حدود 569 مليون دينار سنة 1987 كما ناهز عدد الليالي السياحية 33 مليون ليلة سنة 2004 مقابل 18 فاصل 5 مليون ليلة سنة 1987.
وشهدت طاقة الإيواء في مختلف أنحاء البلاد التونسية تطورا مطردا لتصل في موفى سنة 2004 إلى 226 ألف سرير مقابل مائة ألف سرير سنة 1987.
وكان من المؤمل أن تكون هذه النتائج الكمية أفضل لو لا حدة الأزمات العالمية التي مر بها القطاع السياحي خلال السنوات الأخيرة بعد الأحداث التي جدت في الولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر 2001.
ورغم ذلك فإن القطاع السياحي في تونس قد تمكن من مجابهة التداعيات العالمية الأخيرة مؤكدا بذلك صلابته واستقراره مقارنة بقطاعات أخرى وذلك بفضل سرعة استعادته لسالف نشاطه اعتمادا على تنوع وثراء مقومات تونس الطبيعية والتاريخية والحضارية إلى جانب الخبرة المكتسبة في هذا القطاع على مدى السنوات الماضية بما يجعل آفاقه واعدة حيث تتوقع المنظمة العالمية للسياحة مواصلة نمو عدد الوافدين إلى غاية عام 2020 بحوالي 4 فاصل 1 بالمائة على المستوى العالمي و4 بالمائة على المستوى المتوسطي.
ويفضل سنويا أكثر من ستة ملايين سائح من مختلف القارات تونس لما تتمتع به من أمن واستقرار وما يتميز به سكانها من حسن ضيافة وتفتح على الآخر.
وقد حرصت تونس في إطار الحد من انعكاسات التداعيات السلبية على السياحة العالمية على القيام بحملات ترويجية استثنائية فضلا عن شطب ديون بعض أصحاب النزل ومعالجة مديونية الوحدات السياحية ودعم النقل الجوي وتنشيط السياحة العربية والداخلية وإرساء آلية لتمويل برامج تأهيل المؤسسات السياحية.
وتمكن القطاع بفضل هذا التمشي من تحقيق انتعاشة كبرى انطلاقا من عام 2004 حيث تدعمت منذ مطلع عام 2005 وتمّ تسجيل مؤشرات طيبة من ذلك تطور المداخيل السياحية بـ4 فاصل 6 بالمائة وتطور عدد الليالي بـ15 فاصل 9 بالمائة وعدد الوافدين بـ4 فاصل 9 بالمائة.
وإزاء الرهانات التي تواجه السوق السياحية العالمية خلال الفترة القادمة والمتمثلة في التكتلات الإقليمية والعالمية بين المهنيين لدعم قدرتهم التفاوضية والربط الجوي والتوجه نحو الأسواق الواعدة خاصة منها البعيدة أقرت تونس استراتيجية لتنمية السياحة تتضمن جملة من المحاور تهدف إلى دعم الشراكة بين المتدخلين في القطاع في مجال تكوين تجمعات سياحية واحترام مواصفات ضمان جودة الخدمات وإدماج الوحدات السياحية في وسطها العام.
كما يعد برنامج تأهيل المؤسسات السياحية من أولويات استراتيجية التنمية إذ انطلق تنفيذ برنامج نموذجي لفائدة 45 وحدة فندقية بطاقة استيعاب قدرت بـ20 ألف سرير.
وتعتمد هذه الخطة أيضا جانبا خاصا بالتكوين الفندقي والسياحي من شأنه أن يواكب تطور جهاز الإنتاج السياحي ويستجيب لحاجياته من الموارد البشرية المختصة من ناحية والارتقاء بجودة الخدمات السياحية في مختلف المجالات من ناحية أخرى. مع العلم أن حاجيات المؤسسات السياحية من المتكونين تبلغ حوالي 3 آلاف متكون سنويا حسب تقديرات المخطط العاشر (2002 ـ 2006) وتغطي المنظومة الوطنية حاليا حوالي 2000 متخرج أي بما يلبي ثلثي الحاجيات.
وتؤكد هذه الخطة على تنويع المنتوج السياحي خاصة وأن السياحة التونسية ترتكز على المنتوج الشاطئي الذي يستأثر بنسبة توازي 90 بالمائة وهو يتسم بالموسمية ويستقطب حرفاء ذوي طاقة إنفاق متوسطة مع وجود منافسة شديدة بحوض البحر الأبيض المتوسط.
وسيتم في هذا النطاق تفعيل مجالات تنوع القطاع ليشمل السياحة الاستشفائية والثقافية وسياحة المؤتمرات وسياحة الصولجان والموانئ الترفيهية البحرية وكذلك السياحة الصحراوية.
ففي مجال السياحة الثقافية يعتبر إرساء منتوج سياحي ثقافي متكامل من المشاريع التي تتطلب توفير الحوافز التشجيعية لفائدة المستثمرين بالمناطق التي تمتاز بمخزونها الحضاري والطبيعي إلى جانب إعداد قائمة في المعالم والمواقع والفضاءات التي يمكن وضعها على ذمة الخواص لإنجاز مشاريع سياحية وثقافية وتنشيطية فضلا عن إثراء المسالك السياحية بإدماج كافة المعالم والمواقع والمتاحف.
وبخصوص “سياحة الغولف” أو سياحة الصولجان التي تعتبر من أهم عناصر الاستراتيجية المستقبلية في تنويع العرض السياحي فإن النتائج المسجلة (حوالي 60 ألف لاعب سنويا يؤمون ملاعب القولف) لا زالت دون المؤمل باعتبار المناخ الملائم السائد في تونس لممارسة هذا النشاط والأسعار المناسبة مقارنة بالأسعار المعتمدة بأوروبا.
وترمي خطة تطوير هذا المنتوج بلوغ ملعب لكل 10 آلاف سرير سياحي وإحداث ملاعب بالمناطق الداخلية في إطار تشجيع السياحة الخضراء.
وفي مجال سياحة الملاحة الترفيهية فإن تونس توفر سلسلة من الموانئ الترفيهية تحتوي على ما يقل عن 2150 نقطة إرساء في طور الاستغلال وحوالي 1250 نقطة إرساء أخرى هي في طور الدراسة.
وتسعى تونس لمزيد دفع هذا المنتوج السياحي بتنظيم القطاع من خلال وضع مجلة السياحة البحرية ووضع خطة ترويجية لتدعيم الأنشطة البحرية الترفيهية بالأسواق الخارجية لاسيما وأن المراكب الترفيهية الأجنبية التي ترسي بالموانئ التونسية لا تمثل سوى 1 بالمائة من مجموع حركات المراكب التي تجوب البحر الأبيض المتوسط.
كما ترتكز السياسة المتبعة على تنمية قطاع السياحة الاستشفائية بالمياه المعدنية وذلك من خلال ملاءمة الإطار القانوني المنظم للقطاع وتنويع المنتوج والسهر على تحقيق المعادلة بين العرض والطلب على المستويين الداخلي والخارجي ووضع خطة تونسية للمحافظة على الموارد المعدنية المتوفرة.
ويتضمن البرنامج المستقبلي لتدعيم القطاع تدخلات تهم جملة من المناطق السياحية الجديدة على غرار كاب قمرت قرب العاصمة تونس والبقالطة بالساحل الشرقي للبلاد والسلوم ببوفيشة وسيدي سالم ببنزرت وللاحضرية بجربة وللامريم بجرجيس ومنطقة الشفار بصفاقس وبقرقنة وقربص الكبرى والزوارع بباجة شمال البلاد والغضابنة بالمهدية وجنان الوسط بالمنستير وشط الريح ورواد بتونس الشمالية وقابس وهرقلة.
ومجمل القول تعتبر السياحة في تونس من القطاعات الحيوية المتجددة لأنها تجاوزت مجرد عرض المنتوج إلى إبداع أفكار تستلهم أسسها من الثقافة والتراث والتحضر والتمدن. وهي عوامل حوّلت تونس إلى قطب استراتيجي سياحي عميق الدلالة مقارنة بالأقطاب السياحية العالمية المتطوّرة.

انشر هذا الموضوع