أطلالة على القطاع السياحي اليمني
2007-03-28
مع الاهتمام المتنامي بدور السياحة التي أصبحت تشكل نصيباً يعتد به في ناتج كثير من الاقتصاديات ومنها بعض الدول النامية ، كان لا بد لليمن أن يستغل موارده المتاحة في هذا الجانب والمتمثلة في الحضارة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ والطبيعة المتنوعة والجذابة إلى جانب الإنسان الذي يتصف بحسن الضيافة والوفادة.
ويتمتع اليمن بشواطئ مترامية الأطراف وعدد كبير من الجزر التي تمتاز بخصائص ومميزات طبيعية منفردة وتضم ثروة هائلة من مختلف أنواع الطيور والنباتات . كما تحتوي مياهه البحرية في أعماقها أنواع الأسماك المتعددة الألوان والأحياء المائية النادرة والتشكيلات المختلفة والمنفردة من الشعب المرجانية الزاهية والأحجار الكريمة النادرة . وتصلح تلك الشواطئ والجزر كذلك لممارسة الرياضات البحرية والغوص وصيد الأسماك . ويمتلك اليمن عدداً من الحمامات الطبيعية المعدنية والكبريتية والبخارية الحارة والباردة التي يصل عددها إلى أكثر من 50 حماماً تنتشر في مختلف المناطق اليمنية ويؤمها المواطنون للعلاج .
وإلى جانب المقومات الطبيعية للسياحة فإن اليمن غنية بمقومات واسعة للسياحة الثقافية حيث الفن المعماري الأصيل في المدن التاريخية والمباني القديمة والحديثة والمواقع الأثرية المنتشرة والموروث الثقافي المتنوع والصناعات الحرفية التقليدية ، إضافة إلى تنوع مدنها وموانئها التجارية البحرية .
وفي هذا الاتجاه أقر مجلس الوزراء في فبراير 1997 انتهاج سياسة سياحية تأخذ في الاعتبار طموحات اليمن وإمكانياته في استغلال وتطوير النشاط السياحي . وفي هذا الاتجاه أقر مجلس الوزراء في فبراير 1997 انتهاج سياسة سياحية تأخذ في الاعتبار طموحات اليمن وإمكانياته في استغلال وتطوير النشاط السياحي . وفي مارس من العام نفسه عقد مؤتمر صحفي عالمي في المعرض السياحي الدولي بيرلين بحضور الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية تم فيه الإعلان عن اليمن كدولة سياحية لتدخل ضمن قائمة الدول التي تحظى بالرعاية والاهتمام من قبل الهيئات والمنظمات السياحية الدولية .
المواقع السياحية في الجمهورية اليمنية
تمثل المواقع والموارد الطبيعية في اليمن في مجموعها أو منفردة عرضاً ومنتجعاً سياحياً غاية في الأهمية وعناصر جذب رئيسية ومتكاملة تحقق للبلاد فوائد اقتصادية واجتماعية وثقافية ذات أهمية كبيرة . ويمكن تصنيف المقاصد السياحية المختلفة إلى مقاصد سياحة ثقافية ، سياحة شواطئ ، سياحة جبلية ، سياحة علاجية ، وسياحة صحراوية . كما اشتهرت بعض المناطق في إبراز هذا التنوع ، وأهمها :
” السياحة الثقافية : والتي تهتم بالتاريخ والحضارة والآثار والفن المعماري بالإضافة إلى العادات والتقاليد والفنون الشعبية والصناعات الحرفية . وتتوفر هذه المقومات في مناطق صنعاء ، وادي حضرموت ، مأرب ، حجة ، بيت الفقيه ، صهاريج عدن ، شبام (كوكبان) ، & إلخ .
” سياحة الشواطئ : والتي يمكن التوسع فيها في مناطق كثيرة من سواحل اليمن الممتدة مثل الصليف ، الخوخة ، وادي الملك ، ساحل الغدير ، ساحل أبين ، جزيرة سقطرة ، رأس عمران ، بئر علي ، خليج الغيل وغيرها .
” سياحة جبلية : حيث تشتهر اليمن بارتفاع جبالها ونقاء هوائها إلى جانب أن بعض هذه الجبال تكسوها الخضرة وتنبع منها الغيول الصافية . ومن أشهر هذه الجبال جبل النبي شعيب ، جبال ريمه وعتمة ، جبل صبر ، جبل ردفان ، جبال المحويت والطويلة وغيرها .
” سياحة علاجية : (الاستشفاء والاستجمام) : وتتوفر في مناطق الحمامات المعدنية والتي يرتادها الكثيرون منذ عقود طويلة وخاصة في الحويمي (لحج) ، تباله (حضرموت) ، حمام السخنة (جنوب شرق الحديدة ، حمام دمت (إب) ، الديس الشرقية (حضرموت) حمام علي (ذمار) وغيرها من المناطق .
” سياحة صحراوية (الصيد) : ويمكن تنمية هذا النوع من السياحة والذي يشهد إقبالاً في دول أخرى في مناطق رملة السبعتين (مأرب) ، شبوة القديمة (عتق) ، وسيئون وغيرها .
أعلى الصفحة
الحركة السياحية في الجمهورية اليمنية
رغم العوامل والمؤثرات الإقليمية والدولية السلبية في النصف الأول من التسعينات على حركة السياحة إلى اليمن إلا أنه يمكن إبراز النمو المتواصل لعدد السياح الواصلين خلال العقد الأخير ، والذي يتوقع استمرار نموه خاصة في ظل مشاركة اليمن في المعارض والمؤتمرات السياحية الدولية وحملات الترويج السياحي التي تقوم بها الهيئات الحكومية المختلفة ووكالات القطاع الخاص .
السياح الواصلون إلى اليمن خلال الفترة 90-1998
أما بالنسبة للأسواق السياحية الرئيسية المصدرة للسياح إلى بلادنا فقط احتلت القارة الأوربية المرتبة الأولى وبنسبة تتراوح بين 50 إلى 68? من إجمالي السياح القادمين إلى اليمن وخاصة من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا . واحتل الشرق الأوسط المرتبة الثانية بنسبة تتراوح بين 13 و 24? من إجمالي عدد السياح . أما قارة آسيا فأخذت المرتبة الثالثة بنصيب 6 إلى 11? ، فيما تبوأت الأمريكيتان المرتبة الرابعة وأفريقيا المرتبة الخامسة .
ولم يقتصر النمو على حركة السياحة الخارجية بل شهدت السياحية الداخلية بين المدن والمناطق اليمنية تطوراً كبيراً يعود بشكل رئيسي إلى زيادة عدد المنشآت السياحية وتوسع خدماتها وزيادة الوعي السياحي لدى القطاع الخاص والمواطنين على حدٍ سواء . وقد ارتفع عدد المنشآت الفندقية من 11 منشأة في عام 1990 إلى 328 منشأة في عام 1998، وزاد عدد المنشآت السياحية الأخرى من 649 منشأة إلى 1.428 منشأة خلال نفس الفترة .
تطور السياحة الداخلية
القوى العاملة في قطاع السياحة
وفي ظل نمو النشاط السياحي وتزايد عدد المنشآت السياحية تتزايد فرص العمل التي يوفرها قطاع السياحة حيث تضاعف عدد المشتغلين في السياحة من 10.953 عامل في عام 1990 إلى 19.834 عامل في عام 1997، بالإضافة إلى فرص العمل غير المباشرة التي يخلقها النشاط السياحي وخاصة في النشاط التجاري والخدماتي .
دور السياحة في التنمية الاقتصادية
رغم نمو الإيرادات السياحية خلال السنوات الماضية إلا أن مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد ما زال متدنياً مقارنة بإمكانياته الواسعة حيث لم تتجاوز مساهمته 3? من الناتج المحلي الإجمالي وحوالي 30? من إجمالي قيمة الصادرات بعد استبعاد صادرات النفط . غير أن أهمية القطاع السياحي تبرز أيضاً من خلال فرص العمل التي يوفرها وخلق توازن في الدخل بين المناطق المختلفة خاصة وأن المناطق التي يتوافد إليها السياح تستفيد اقتصادياً ويرتفع مستوى دخل الأفراد فيها .
عوائد السياحة (دولار)
استثمارات القطاع الخاص
وبعد صدور قانون الاستثمار بدأت الاستثمارات السياحية تنمو بشكل مضطرد مشكلة حوالي 18? من إجمالي المشاريع المرخصة وتولد 15? من فرص العمل . ولا يزال هناك فرصاً كبيرة للاستثمار في المجال السياحي حيث تشير الدراسات إلى توفر فرص لمشاريع في كافة مناطق البلاد من ضمنها إقامة عدد من الفنادق المصنفة (5.4) نجوم وترميم قصور قديمة للإيواء واستراحات ومنتزهات سياحية ونوادي بحرية بالإضافة إلى فرص استثمارية في المصحات العلاجية السياحية .
وفي ظل التوجه العام للدولة لتشجيع وتطوير السياحة تظهر البيانات إقبالاً من القطاع الخاص على الاستثمار في المجال السياحي وفي المناطق التي تتوفر فيها الخدمات الأساسية . وقد ركزت الخطة الخمسية الأولى على أن تقوم المؤسسات الحكومية بتنفيذ عدد من مشاريع الخدمات الأساسية ذات العلاقة بالنشاط السياحي ومنها الطرق والمطارات وحماية الشواطئ ومشاريع الكهرباء والمياه بما يشجع المستثمر اليمني أو العربي أو الشركات الأجنبية في إقامة المشاريع في كثير من المناطق . وتواكب خطة الحكومة للتنمية السياحية نشاط القطاع الخاص في الاستثمارات السياحية حيث تشمل إجراء المسح السياحي وإطلاق مشروع الترويج السياحي إلى جانب إنشاء المعهد الفندقي والسياحي وتنفيذ برنامج للتدريب والتأهيل
التعليقات