تركيا .. اكتشف المدن عبر مطبخها
2007-05-06
رحلات الطهي موضة العصر في عالم السفر
اسطنبول: تايلور هوليداي *
التخيلات التي ربما لا تحدث لك وانت تتناول حساء الزبادي الساخن في مطعم في تركيا، تتحول فجأة الى حقيقة عندما تبدأ في صنع الحساء بنفسك في مطبخ الفندق هنا – ويعيد مزيج صفار البيض والزبادي والليمون والنعناع ذكريات الماضي حيث تمكن البدو الاتراك لأول مرة من تحويل الحليب الى زبادي والحاضر حيث يتناول الاتراك الزبادي مع كل وجبة تقريبا.
فقبل عامين كانت تلك هي تجربتي. فقد وقفت في فصل طهي صغير في فندق سارنيك في سلطان احمد في اسطنبول القديمة، وطاهي الفندق يوجهني واربعة من الطلاب (صديقتي كارلا وزوجان من الجنسية الكندية في اجازة وامرأة يابانية تعيش في المدينة) لاعداد وجبة تركية تقليدية من خمسة اصناف في مطبخ فندق سارنيك.
وقد بدأ مزيج دروس الطهي والثقافة في بهو الفندق رحبت بنا ايفلين زوتنديك صاحبة الفندق الهولندية ومضيفة دروس الطهي، بنا والقت علينا مقدمة قصيرة حول التاريخ الطويل للطعام التركي. واوضحت «كان الاتراك بدوا، وهو السبب في تناولهم لخبز مرقوق وزبادي واجبان ولحم مشوي. وكانت الامبراطورية العثمانية التي استخدمت فيما بعد الزعفران والفستق والارز وغيره من المواد الغذائية المستوردة المرتفعة الثمن.
وفي مطبخ فندق سارنيك اخذنا السكاكين بدأنا الاستعداد للدرس الاول. شيف الفندق مراد اوزدمير بدأ اليوم بتقرير أية اطباق الباذنجان التي سنقدمها. عدد اطباق الباذنجان تزيد على 200 طبق. وعلمنا كيف نقشر الباذنجان بخطوط متفرقة بحيث يبدو مثل الحمار الوحشي وكيف نقسمه بالطول وتفريغه لوضع كميات من البصل والطماطم والريحان والنعناع ثم كيف نقليه في كمية كبيرة من زيت الزيتون. واسم الطبق امام بيلضيه الذي يعني ان الامام اغمي عليه لان واحد من الائمة اغمي عليه وهو يأكله.
وفي الوقت الذي كان فيه الشيف يعلمنا كيف نعد ورق العنب – كنا نغسل وننظف اوراق العنب ونضع عليه الارز واللحم الضأن والتوابل ونضعها في وعاء لطهيه – تردد الحديث عن استعارة الامبراطوريات التركية القديمة اصناف طعام من مطابخ الدول التي غزوها، مثل هذا الطبق الفارسي الاصل.
ومع اعداد طبق الحلوى من الارز بالحليب وماء الورد والزعفران وتركه ليبرد ورششنا عليه الفستق وحب الرمان، عادت للاذهان الامبراطورية العثمانية بذوقها في احلى المكونات.
وشعرنا مثل السلاطين انفسنا ونحن نتناول الاطعمة التي طهيناها في مطعم الفندق الواقع على السطح لتناول الوجبات التي طبخناها. وكان على مائدتنا مزيج تركي من المكونات القادمة من الشرق والغرب، ونحن نشاهد مباشرة المسجد الازرق ،نخيل هاجي صوفيا بعدها وقبتها المسيحية التي ترجع الى 537 بعد الميلاد تحيط بها منارات اسلامية تعود الى عام 1453. وكنا نتشمس في هذه المدينة التي اتينا لمعرفة تاريخها بطريقة افضل عبر طعامها.
التعليقات