أهلا وسهلا بك إلى المسافر السياحة و السفر.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، يسرنا ان تسجل معنا في اكبر مواقع السفر للتسجيل اضغط هنا

خط المبرقات بشبة الجزيرة العربية منذ أن عرف الإنسان تقنية المبرقات . واليكم هذا التقر

2008-05-27
الصورة الشخصية
عدد المشاركات: 220


يندرج البرق و الهاتف تحت مايسمى بعلم الاتصالات السلكية و اللاسلكية ، و هو العلم الذي يبحث في نقل المعلومات من نقطة إلى أخرى بعيدة بوسائط كهربائية . و الاتصالات السلكية هي التي تتم بواسطة سلك ممدود بين طرفين و بواسطة أعمدة يغرز بعضها في الأرض ، أما الاتصالات اللاسلكية فهي التي تتم بدون وصلات سلكية و إنما بموجب الموجات الكهرومغناطيسية . ( المبيضين 1979 : 7 ؛ البلوي 1418 : 5 ) .
أولاً : البرق
في العقد الأخير من القرن الثامن عشر الميلادي اخترع العالم الفرنسي ( كلاودتشاب ) جهاز البرق ( التلغراف ) البصري أو السيمافور ، و هو يعتمد على الإشارات التي تعمل بواسطة الأيدي المتحركة ، وذلك بأن يقف المرسل على أحد التلال حيث يمكن أن تقرأ حركاته بواسطة التلسكوب على بعد عدة أكيال ، و كانت أول رسالة مرت على برق تشاب السيمافوري بين كيل و باريس 15 أغسطس 1794 م .
ز ظل الأمر على ذلك حتى ابتكر البرق الكهربائي المعروف بجهاز مورس نسبة إلى مبتكره العالم صمويل مورس ( 1791 – 1872 م )، و الذي استطاع بواسطة جهازه أن يرسل البرقيات إلى مسافة مئات الأميال . و كانت أول برقية في التاريخ في 24 مايو 1844 م ، و بعد ذلك تتابع إنشاء الخطوط البرقية برية كانت أم بحرية ( المعارك 1415 : 1 / 5 -10 ) .
و مما تجدر الإشارة إليه أنه قبل ابتكار الهاتف فب الربع تاتخير من القرن التاسع عشر الميلادي كما سنشير فيما بعد ، كان البرق هو الوسيلة الوحيدة للتفاهم و الاتصال خلال المسافات البعيدة ، و كانت المعلومات تنقل على سلك هوائي واحد ( السليمان 1982 : 5 ) .
هذا و قد وجدت الاتصالات البرقية طريقها إلى بعض أجزاء المملكة و بخاصة الحجاز في أواخر العصر العثماني .
و من المعروف أن نظام البرق في الدولة العثمانية قد صدر فيي 27 ربيع الأول 1276 هـ / 1859 م ، و جاء في 12 فصلاً و 79 مادة و خاتمة ، و نصت المادة الأول من هذا النظام على منح تحريرات الدولة الأفضلية على جميع المعاملات ، و بعد ذلك أعطيت الأولوية لتحريرات سفارات الدول الأجنبية ثم للتجارة ، و تضمن نظام البرق أيضاء سرية المخابرات ، و صيانة الأسلاك و المحافظة عليها ( عوض د.ت :286 ؛ الذقن 1985 : 76 ) .
و بعد ذلك حرصت الدولة العثمانية على ربط الكثير من الولايات العثمانية بشبكة من الخطوط البرقية و من بينها خط البرق في سواكن ( الذي أسس عام 1282 هـ / 1865 م ) ، و كانت سواكن تتبع ولاية الحبش العثمانية إلى أن أضيفت إلى الإدارة المصرية في عهد الخديوي إسماعيل ) ( الجمل 1959 : 67 – 68 ؛ الدارة : ع2 ،178 – 202 ) .
هذا و تجدر الإشارة إلى أنه لما قتل أمير مكة الشريف الحسين المسمى الشهيد ابن محمد بن عوف في الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي أرسل خبر و فاته و قتله في سفينة شراعية إلى سواكن ، و منها برقيا إلى إسطنبول ، مما يدل على أن الحجاز حتى ذلك الوقت لم يكن يعرف الاتصالات البرقية ( المنهل 1378 : مج 19 ، ج 4 – 5 ) .
و في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي امتد خط برقي تحت البحر من سواكن إلى جدة ، و قد ترتب على ذلك أن اتصل الحجاز بالعالم الخارجي برقياً لأول مرة في تاريخه ، و يذكر البعض أن الدولة العثمانية اشترت أسلاك هذا لاخط الربقي بستين ألف جنيه ذهبا ( المنهل 1378 : مج 19 ، ج 4 ) .
و ازدادت عناية الدولة العثمانية بالخط البرقي الحجازي في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي و لاسيما إبان عهد السلطان عبد الحميد الثاني ، و بالتحديد في عام 1318 هـ / 1900 م ، و هو العام الذي أنشئ فيه خط برقي كبير بطول 1300 كيل ، و كان هذا الخط يمتد من السلط في الأردن إلى المدينة المنورة ( عوض د.ت : 287 ) ن و كانت السلط قد ارتبطت في تاريخ سابق بخط برقي مع دمشق التي كانت بدورها مرتبطة بإسطنبول . و سبق إنشاء هذا الخط مشروع سكة حديد الحجاز .
اعتمد هذا الخط على جهاز مورس ، و هو جهاز يعتمد على الشفرة أو ( الكود ) الذي ابتكره مورس للحروف الهجائية , و يقوم على تمثيل كل حرف أو شكل بتشكل من النقطة ( 0 ) و الشرطة ( – ) مع مراعاة ما يأتي :
– زمن الشرطة = ثلاث مرات زمن النقطة .
– الزمن بين وحدتين في الشكيل = زمن النقطة .
– الزمن بين تشكيلين = زمن ثلاث نقط ( زمن الشرطة ) .
و زمن النقطة هو القياس الأساسي في إرسال التشكيلات و هو غير محدد ، و يعتمد على مشغل الجهاز الأمر الذي يتطلب من المستقبل مراعاة الأزمنة النسبية الأخرى مع زمن النقطة .
هذا و يستخدم مفتاح المورس لتحويل الشفرة أو الكود من نقط و شرطات إلى نبضات كهربائية على خط الذي يصل بين المرسل و المستقبل ( المعارك 1415 : 2 / 10 – 11 ؛ البلوي 1418 : 10 – 11 ) .
و كانت الأسلاك الهوائية محمولة على عدد من الأعمدة بمحاذاة سكة حديد الحجاز بين المدينة المنورة و دمشق و إسطنبول ( المعارك 1415 : 2 / 22 ) . و قد استعمل هذا الخط في مصالح الحكومة أهل المدينة و الأعمال التجارية ، فضلاً عن أهميته في الاطمئنان على القوافل الحج أثناء مسيرتها ، حيث ربطت به المحطات الكبيرة بين المدينة المنورة و دمشق ، مثل العلا و مدائن صالح و تبوك و معادن و عمان و درعا ، أثناء سير الخط الحديدي الحجازي . و في عام 1326 هـ / 1908 م أضيف إلى هذا الخط خط آخر يسير محاذيًا للخط الحديدي ، و ربطت به المحطات الصغيرة بين المدينة و دمشق مثل الحفيرة و مخيط و بواط و آبار نصيف البويرة ن و ذلك لضمان انتظام رحلات الخط الحديدي ( حافظ 1415 : 354 ) . و في عام 1328 هـ / 1910 م عقدت الاتفاقية المعروفة باتفاقية الحفائر بين الدولة العثمانية و الإدريسي ، و كان من بين بنودها أن يتعهد الإدريسي بمد أسلاك البرق عبر المخلاف السليماني بين اليمن و الحجاز ( العقيلي 1961 :92 ؛ أباظة ، 1986 م : 214 – 215 ) .
و مما تجدر الإشارة إليه أنه صدر مرسوم سلطاني بالمصادقة على إجراء تعديل في أجور البرق بين الحجاز و اليمن عبر العريش إلى الأراضي العثمانية في أروربا و آسياء و جزر البحر المتوسط في 17 رمضان من العام نفسه ( أي 1328 هـ / 1910 م ) ، و قد نشر هذا المرسوم في جريدة تقويم وقائع في 20 جمادى الآخرة 1329 هـ / 1911 م العدد 852 ( مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية 1417 : مج 2 ، ع 1 ) .
و في عام 1230 هـ / 1912 م أسس الخط البحري بين جدة و بور سودان و عن طريقه كان يتم إرسال البرقيات إلى العالم الخارجي و استقبالها ، و كان موضع محطة الاستقبال في جدة يقع بالقرب من الساحل في محل يسمي ( الأفرع ) ، و كانت هذه المحطة تشغل بناية صغيرة مكونه من غرفة واحدة ( المعارك 1415 : 2 / 28 ) .
و خطت الاتصالات الربقية أولى خطواتها نحو التطور إبان الحرب العالمية الأولى ، و بالتحديد فيما بيم عامي 1334 – 1335 هـ ، حيث أسست الدولة العثمانية البرق اللاسلكي نظراً لكثرة أعطال الأسلاك المحمولة على أعمدة . و كان الغرض من إنشاء هذا الخط البرقي الجديد تأمين الخط الحديدي الحجازي ، و تسهيل المواصلات العسكرية للجنود الأتراك إبان هذه الحرب ، و ربما يؤكد ذلك أن القائمين على العمل في ذلك الخط كانوا من الضباط و الجنود الأتراك ( حافظ 1405 : 2 / 23 – 24 )؛ صوت الحجاز 1353 : ع ، 21 – 26 ).
و اشتمل ذلك الخط على أربع محطات هي :
– محطة المدينة المنورة ، و كانت محطة كبيرة تقع خارج باب الشامي شمال المدينة خلف المصانع على أول طريق العيون ، و كانت تعد المحطة الأولى للاتصالات اللاسلكية الخارجية ، و أنها كانت من أكبر المحطات المعروفة في العالم آنذاك ( حافظ 1405 : 354 ؛ المعارك 1415 : 2 / 24 – 32 ) .
و قد عرف موقع هذه المحطة باسم ( الترسيس ) ، و كانت عبارة عن فناء كبير جداً محاط بسور من الحجارة و الطوب ، و في زواياه أبراج مراقبة و حراسة ، و بداخله بعض المباني الحجرية التي تحتوى في الدور الأرضي على مواتير كهربائية ضخمة ، و في العلوي على الأجهزة اللاسلكية و مكاتب الموظفين . و في الفناء هوائيات ( آرايل ) ضخمة جداً مرتفعة ارتفاعًا كبيراً ، و هي تشبه سلالم أسلاك الكهرباء ، مقامة على قاعدة من البلور الشفاف موصلة إلى الأجهزة الموجودة بالمبني ، و يتم عن طريقها أخذ الإرساليات اللاسلكية و إرسال ما يلزم ، و كذلك كان يوجد سور للمبنى و على مدخله الرئيس مخفر جنود مسلحين ( الخياري 1415 : 173 ) .
أما المحطات الثلاث الأخرى فهي :
– تبوك .
– معان .
– مدائن صالح .
و من الملاحظ أن المحطات الثلاث الأخيرة تقع في منعطفات الطريق بين المدينة المنورة و دمشق ( صوت الحجاز : ع 127 ). و كانت محطات لاسلكية صغيره الحجم تستخدم فيها أجهزة من نوع الأسبرك ( ذو الشرارة ) الذي تستعمل فيه الشرارة في إحداث الذبذبة من موجات عالية ( المعارك 1415 : 2 / 24 ).
وإضافة لما تقدم فقد بلغ عدد المكائن الا سلكية التي كانت موجودة في ذلك الوقت ثماني مكائن فقط كلها ثابتة , وليست سيارة على نحو ما حدث بعد ذلك من الجمع بين كلا النوعين ( صوت الحجاز 1353 : ع 126 ).
وفي عام 1337 هـ / 1918 م ( آي خلال عهد الحكومة الهاشمية بالحجاز ) جرت توسعة بعض الخدمات البرقية الاسلكية الموجودة .كما أسست مراكز لا سلكية جديدة في كل من ينبع , وأبها , والعقبة , والعلا , والقنفذة , والوجه, وضبا , ورابغ , وجازان . وفي العام نفسه أسست دائرة البريد والبرق بجدة , وكان موضع بريد جدة يقع في محلة الشام ثم لم يلبث أن انتقل في عام 1343 هـ / 1925 م إلى مبنى في باب البنط هدم فيما بعد ( الكردي 1412 : 4 / 352 : المعارك 1415 : 2 / 23 – 33 ).

ثانياً : الهاتف

الهاتف جهاز يحول الموجات الصوتية إلى إشارات كهربائية, وهذه الإشارات تحول بدورها بواسطة موصلات إلى الطرف البعيد, حيث يعاد تحويلها إلى موجات صوتية تطابق أصلها.

أما الهاتف اللاسلكي فهو ينقل الحديث بواسطة حلقة مواصلة لاسلكية , وهي تستخدم في الاتصالات بين الأماكن التي يتعذر فيها مد كابلات تحت الماء, أو يكون المد فيها غير اقتصادي.

أما عن ابتكار الهاتف فيرجع الفضل فيه إلى العالم ألكسندر جراهام بل الذي نجح في 10 مارس 1876 م في نقل الصوت الإنساني لأول مرة عبر سلكين من المعدن, وذلك عندما تمكن من مخاطبة أحد مساعديه في أول مكالمة هاتفية سلكية تحققت في التاريخ. وقد ساعد مخترع آخر هو (توماس أديسون) في جعل هاتف ((بل)) أكثر فعالية وذلك بإضافة ملف تحريض إليه. (المبيضين 1989 : 137 – 39 ؛ السعيد 1411 : 13 – 14 ؛ المعارك 1415 : 2 / 118 – 128).

هذا وقد وجد الهاتف طريقه إلى بعض أجزاء المملكة, وبخاصة الحجاز, قبل أن يلفظ العصر العثماني أنفاسه الأخيرة, حيث أسس في عام 1335 هـ/ 1917 م الهاتف السلكي في المدينة المنورة واشتغل على سنترال سعته ( 50 ) رقماً, وكانت تستعمله القوات العسكرية فقط ( حافظ 1405 : 354 ).

كذلك عرف الهاتف في مكة المكرمة في ذلك الوقت أيضاً. وزادت أعداد الهواتف خلال عهد الحكومة الهاشمية بالحجاز, وكان منها بمكة نحو عشرين هاتفاً عند كبار موظفي حكومة الشريف الحسين بن علي ( لكردي 1412 : 2 / 168 ).

وعرف الهاتف في جدة في ذلك الوقت أيضاً (ويؤيد ذلك ماذكره أمين الريحاني) عندما وصل إلى جدة في 8 رجب 1340 هـ/1922 م حيث قال: ((وكانت أولى دهشاتي فيها أن محافظ المدينة الذي تفضل فلاقاني على الرصيف بلغ جلالة الملك – أي الحسين بن علي – بالهاتف خبر وصولي)) ويضيف فيذكر مانصه ((والهاتف في مكة المكرمة ولكنه مستعرب تماماً فالحجاز هي البلاد العربية الوحيدة التي لاتسمع فيها ألو ألو, الناس هناك يهتفون ويتحادثون بلغة عربية لا رطانة البتة فيها)) ( الريحاني 1987 : 25 ).

كذلك يستدل من بعض الروايات الأخرى أن الاتصال الهاتفي كان قائماً بين جدة ومكة في ذلك الوقت أيضاً ( نصر د. ت : 189 ). وخلال العهد نفسه وبالتحديد في عام 1337 هـ/1919 م استعمل الهاتف السلكي بالمدينة المنورة واقتصر استخدامه على الدوائر الحكومية ( حافظ 1405 : 354 ). وبطبيعة الحال كانت الهواتف حتى ذلك الوقت بدائية, وكان الغالب عليها طراز أركسون القديم المعروف بأبي عمود, ومنه نوع كبير الحجم وآخر متوسط الحجم. وكان هذا الهاتف عبارة عن سلك واحد مرتبط بالسماعة والسلك الآخر مرتبط بواسطة بطاريات ذات 3 فولت, ويدار الهاتف باليد (مجنيت), ومن يرغب الاتصال بشخص آخر عليه أن يطلب من مأمور السنترال الرقم الذي يريده, كما كانت هواتف جدارية خشبية تعلق على أبواب الدوائر الرسمية للطوارئ. أما عن السنترال القديم الذي كان موجوداً بمكة المكرمة في ذلك الوقت فكان يشتمل على مائة خط, وكان موضعه بحي القشاشية ( عراقي 1408 : 5 – 6 ).

منقول لفائدته …………….

انشر هذا الموضوع