جزيرة القيامة ايستر
2010-11-29
جزيرة القيامة ايستر
جزيرة ( إيستر ) المنعزلة في المحيط الهادي قبالة الساحل الغربي لجمهورية تشيلي في امريكا الجنوبية تحتوي على المئات من التماثيل الغريبة المتشابهة .. والتماثيل عبارة عن نموذج بشري محدد بعضهم له غطاء مستدير حول الرأس يزن وحده 10 طن , وزن الغطاء وحده !! .. وكل تمثال منها يمثل الرأس والجذع فقط وأحيانا الأذرع وبلا أرجل .. ويقول علماء الآثار انه تم صنع هذه التماثيل من الرماد البركانى بعد كبسه وضغطه ثم صقله وتسويته… يبلغ وزن كل تمثال 50 طن ..وطول كل منهم 32 مترا بالضبط …ولم يستطع العلماء حتى الآن تفسير لغز هذه التماثيل المتماثلة المنتشرة فى كل مكان بالجزيرة خصوصا على سواحلها .
ولقد تم إكتشاف الجزيرة بالصدفة عام 1722م حينما عثر عليها المستكشف الهولندى ( ياكوب روجينفين ) اي بعد ان اكتشف كولومبس الأمريكيتين بحوالي 230 سنة .. جزيرة إيستر تقع فى المحيط الهادىء الجنوبى وتقع على بعد 3700كم غرب تشيلى وقد حكمت تشيلي الجزيرة منذ عام 1888م . وعندما عثر عليها المستكشف الهولندى كان ذلك فى يوم يوافق عيد الفصح أو القيامة لذلك فقد أطلق عليها إسم العيد نفسه .. ولهذا يطلق عليها إسم جزيرة ايستر , اي ( جزيرة عيد الفصح ) أو ( جزيرة القيامة ) . وفى عام 1914م زار الجزيرة فريق بحث بريطانى ثم تبعه فريق بحث فرنسى عام 1934م وتوالت الفرق البحثية التي تهدف الى حل لغز المحير .. ولقد أظهرت نتائج الأبحاث أن الجزيرة كانت مأهولة بالسكان من شعب غير محدد من العصر الحجرى الأخير أى منذ حوالى 4500 عام قبل الميلاد .. وأنهم قاموا فى القرن الأول الميلادى بصنع التماثيل الصغيرة التى فى حجم الإنسان .. ثم بعد ذلك بقرون أمكنهم صنع هذه التماثيل الضخمة .. ويدل التاريخ بالكربون المشع أن كارثة رهيبة أصابت الجزيرة عام 1680م فتوقف العمل فى التماثيل فجأة .. ورحل الجميع عن الجزيرة أو إختفوا تماما .. ثم جاء بعدهم شعوب أخرى من جزر ( ماركيز ) الفرنسية والتى على بعد 5 آلاف كيلومتر ليستقروا فى الشمال الغربى من جزيرة ( إيستر ) وهم الآن سكانها الحاليون .. كما كانوا يطلقون على تلك التماثيل إسم ( مواى ) ويضعون أحيانا فى تجويف العين لبعض التماثيل ما يشبه عين مخيفة …
والسؤال هو : إذا كان القدماء هم الذين قاموا بصنع هذه التماثيل المتشابهة تماما فمن أين لهم بهذا النموذج الخاص لتشكيل هذا الوجه المميز ؟! فليس من بين الحضارات القديمة حضارات الأستك والمايا في امريكا الجنوبية أو حتى سكان الجزر فى المحيط الأطلنطى من يمتلك تلك الملامح الحادة والأنف المستطيل الطويل والشفاه الرفيعة المزمومة وتلك العيون الغائرة والجبهة الضيقة , وكلها صفات وملامح لا توجد فى المنطقة أو بالقرب منها ثم كيف إستطاع هؤلاء القدماء الإنتقال لآلاف الكيلومترات وسط أهوال المحيط الأطلنطى الذى يعتبر ثاني أكبر محيطات العالم بعد المحيط الهادي ؟! على افتراض ان اصول الأقوام التي عاشت في الجزيرة ترحع الى العالم القديم اي القارات الثلاثة اسيا واقريقيا واوربا .. ولأى سبب أقيمت هذه التماثيل الضخمة بذلك الشكل المتشابه والمميز بصف متصاف بطول الشاطئ ؟! وأين رحل سكان الجزيرة الأصليون بعد الكارثة التى أصابتهم ؟ وما هي الكارثة بالضبط التي جعلت شعبا كاملا يختفي بأسره في تلك الحقبة من التاريخ ؟؟
سبحان الله عندما قرأت التقرير حضرني قول الله تعالى عن ملك النبي سليمان عليه السلام …)) يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات ((… ما أعجب التاريخ !!
حراس الجزيرة
المبدعون السبعة
هناك رواية تقول ان هناك تميز لهذه التماثيل في الشكل والوزن والطول وان هناك سبع تماثيل Moai تختلف عن باقي Moai السبع الذين يمثلون (العرش الكريم ) التي تحدثت عنه الرواية التوراتية في سفر التكوين ابتداء من اليوم الأول ولغاية اليوم السابع في عملية الخلق ،حيث أن لكل واحد من هذه الموائي السبعة اسم يتم جمعه من خلال أية تطابق في المعنى الاسم الذي نقش على هذا الموائي.
حضارة متقدمة
مما لاشك فيه بأن هناك أماكن مختلفة في مختلف أنحاء العالم تشترك مع تلك التماثيل الضخمة والغريبة في أنه لديها سر تتركه وراءها كما نرى في حجارة ستوهنغ Stonhenge في بريطانيا أو في بناء الأهرامات في مصر أو مدينة بابل وغيرها من الأماكن التاريخية والقديمة والتي يصعب على العلم أيجاد تفسيرات مقنعة لتشييدها على ضوء الإمكانيات والادوات البدائية المتوفرة في تلك العصور ،حيث اثبتت الدراسات الحديثة أن تلك الصروح تمثل تحدي لعلماء اللغة من خلال النقوش والرموز الموجودة على الكهوف مثل رموز رونغورنغو هو نظام رموز منقوشة اكتشف في هذه الجزيره في القرن التاسع عشر ويبدو أنه نظام كتابة.
لم تفك رموزه بعد رغم المحاولات العديدة .. لكن أكدو وجود معلومات عن التقاويم والأنساب فيه . وإن كان نظام كتابة فهو أحد أربعة أنظمة مستقلة لاختراع الكتابة في التاريخ البشري . ويعتقد أنها كتابه تمثل الكوريغرافيا ، والملاحة ، والفلك ، أو الزراعة . بالاضافة ، يمثل هذا الجدول في الصورة معظم رموز تدعى رونغورونغو.
صلة مزعومة مع المخلوقات الفضائية
تفسر إحدى النظريات السبب وراء صنع تماثيل جزيرة إيستر وترى أن الأمر متعلق بكائنات خارجية قدمت من الفضاء ولم تستطع العودة إلى كوكبها فقامت بنحت تلك التماثيل لملئ فراغها وبسبب الملل وان القبعات الحمراء هي لتقليد قبعات الكائنات الفضائية.
ويفسر أصحاب تلك النظرية ذلك بسبب الدقة في أماكن تواجد التماثيل حيث تمثل رموز فلكية معقدة جداً ويتضح هذا من معامدتها لأشعة الشمس بصورهندسية وهناك أيضا الرسومات والمنحوتات الخشبية والصخرية التي تغطيها الرموز والطلاسم المبهمة والتي تمثل واقع فعلي لحضاره ذكية اندثرت بشكل غامض.
وهناك أيضاً عدد من التقارير التي تتحدث عن مشاهدات لأجسام طائرة مجهولة (يوفو) في هذه المنطقة تثير تساؤلات وفضول لدى الكثير من الباحثين والسكان المحليين .
طريقة نقل حجارة البناء
كانت النظريات السابقة تقول ان هذه الجزيرة لم يكن يوجد فيها أي نوع من الاشجار في السابق لذلك تم نقل تلك التماثيل بطريقة غريبة جداً إلى ان جاءت فرق البحث الحديثة وأكدت أن هذه الجزيرة كان يوجد فيها الكثير من الاشجار التي كانوا يعتمدون عليها سكان هذه الجزيرة بصنع القوارب والسفن ومن خلال أيضا تتبعهم لتلك الحضارة وجدو أنها كانت تهتم بالزراعة التي توضحها الرسوم على جدران الكهوف والصخور .
اما طريقة النقل لتلك التماثيل العملاقة (الموائي ) فكانت بوضع خشب الاشجار الذي يقطعونه اسفل تلك التماثيل التي كانوا يمددونها على الخشب ومن ثم سحبها بواسطة الحبال.
إكتشاف الجزيرة
وفي عام 1862 وصلت سفن تجار العبيد من بيرو إلى الجزيرة، فاختطفوا حوالي 1400 من سكان الجزيرة، وأحضروهم إلى بيرو ليعملوا في المزارع لكن مات جميع هؤلاء الأبرياء المختطفين في بيرو إلا مئة منهم، ثم أُعيد الأحياء منهم إلى جزيرتهم عام 1863، فمات أيضاً 85 منهم أثناء رحلتهم إلى وطنهم، أما الخمسة عشر الباقون على قيد الحياة فقد نقلوا إلى وطنهم .. جراثيم مرض الجُدري، وجراثيم أمراض أخرى انتشرت بين سكان الجزيرة المتبقين فمات الكثير من سكان الجزيرة بسبب تلك الأمراض.
وفي أوائل السبعينيات من القرن التاسع عشر غادر كثير من سكان إيستر آيلاند موطنهم، وفي عام 1877 بقى 110 نسمة فقط هناك. ومنذ ذلك الحين أخذ عدد السكان الأصليين في الازدياد وقد انتقل بعض التشيليين إلى الجزيرة.
وفي عام 1996 أعلنت منظمة اليونسكو جزيرة إيستر موقعاً من التراث العالمي
ولا زال هناك مئات الموائي في مختلف مراحل النحت مُوزعة على مُنحدر بُركان رانو راراكو مطمورة في التراب بعمق ( 20-40) قدم عدا الجزء البارز منها.
أصول السكان وتحليل الحمض النووي
أثبتت تحاليل الحمض النووي للأوائل الذين قدموا إلى الجزيرة بأنهم ينحدرون من بولينيزيا وليس من أمريكا الجنوبية الأقرب من جزيرة إيستر كما كان يظن سابقاً أي أنهم قدموا من مكان بعيد جداً .
حيث كان الشعب البولينيزي وهو عرق مستقل من العروق البشرية يسكنون أرخبيل الجزر التي تقع إلى الشرق من أستراليا ونيوزيلندا الآن يستوطن أكثر من 1000 جزيرة وكانوا يسافرون من جزيرة إلى أخرى.
وتشير قياسات الكربون المشع المستخدم في التأريخ أن حضارة الموائي البعيدة في جزيرة إيستر تعود إلى 700 سنة بعد الميلاد وطوال 1000 سنة لم يثبت أن قدم أحد إلى الجزيرة من عرق آخر . اشتغل قاطنوا الجزيرة في الصيد والزراعة ووصل عددهم إلى حوالي 12000 نسمة أي 3 أضعاف سكانها الحاليين .
جغرافياً، بولنيزيا قد توصف كمثلث بزواياه في جزر الهاواي، ونيوزيلندا، وجزيرة عيد الفصح. مجموعات الجزر الرئيسية الأخرى التي تقع ضمن المثلث البولينيزي هي: ساموا وتونغا. هناك مجموعة جزيرة بولينيزية خارج هذا المثلث الكبير وهي توفالو. هناك جيوب بولينيزية خارجية صغيرة أيضاً في جزر سليمان وفي فانواتو
لغز مستمر للعلماء والباحثين
بالنظر إلى النموذج الخاص للموائي والذي تتشابه به جميع التماثيل كالوجه المميز الحاد القسمات والأنف المستطيل الطويل والشفاه الرفيعة المزمومة وتلك العيون الغائرة والجبهة الضيقة فليس من بين الحضارات القديمة كحضارتي الأزتك والمايا في أمريكا الجنوبية أو حتى سكان الجزر في المحيط الهادئ من شعب بولينيزيا من يمتلك تلك الملامح وكلها صفات وملامح لا توجد في المنطقة أو بالقرب منها ثم كيف إستطاع هؤلاء القدماء الإنتقال لآلاف الكيلومترات وسط أهوال المحيط الأطلسي الذي يعتبر ثاني أكبر محيطات العالم بعد المحيط الهادي ؟!..
ولأي سبب أقيمت هذه التماثيل الضخمة بذلك الشكل المتشابه والمميز بصفة متلاصق على طول الشاطئ ؟!





















التعليقات