جوله في سـوق بـانجيـايـوان للتحف في الصين
2008-12-23سوق بانجيايوان للتحف عالم خاص لعشاق الأنتيكات والتحف الأثرية
وهو عبارة عن قيم ثقافية متنوعة تشمل الصين بتعدد أعراقه وثقافاته
متجمعة بهذه البقعة التي وإن لم تشتري منها فلا أقل من أن تتمتع
بالرؤية والتجول بين جنبات هذا المعقل الحضاري البديع
يعد أكبر سوق تحف في كل من الصين وآسيا حيث يغطي
مساحة 4.85 هكتار ويضم 3000 كشكا.
كان في الماضي عبارة عن سوق يفتح في عطلات نهاية الإسبوع
ولكن بعد بعض اعمال التجديدات اصبح يفتح ابوابه 7 أيام في الإسبوع.
و يعتبر نهاية الإسبوع أفضل الأيام في هذا السوق.
يقع سوق بانجيايوان للتحف غرب جسر بانجيايوان وجنوب شرق
الطريق الدائري الثالث ببكين والوصول إليه سهل جداً إذا ماأخذت
اسم السوق بالصيني من الفندق وعرضته للتاكسي .
ينقسم سوق بانجيايوان إلى 6 اجزاء :
في الجزء الغربي من السوق منطقة مكشوفة حيث تباع التماثيل
الحجرية الكبيرة المعروضة على شاحنات وبالقرب من هذا القسم
المؤقت للتماثيل الكبيرة هناك مبني من طابقين تعرض فيه الأثاثات
التقليدية والحديثة.
و الجزء الأوسط الواسع هو منطقة شبه مسقوفة وتشكل الجزء الرئيسي
من السوق وهذا الجزء يفتح فقط في عطلات نهاية الأسبوع.
وفي الجزء الجنوبي زقاق ضيق حيث تباع الكتب واللفائف الورقية القديمة
وهناك نسخ مقلدة ارخص وأقل مصداقية من هذه الأشياء يمكن الحصول
عليها من اكشاك اخري.
وتعرض انواع متعددة من الأعمال الفنية القديمة والأعمال اليدوية في ميدان
واسع في الجزء الشرقي من السوق.
وتباع التحف العالية الدرجة و المصنوعات اليدوية الرائعة والباهظة الأثمان
في متاجر صغيرة داخلية تحيط بالسوق من جهتي الشمال والشرق.
منذ افتتاح السوق قسمت الأكشاك في المنطقة شبه المسقوفة في
الجزء الأوسط من السوق الي اربع مناطق حسب الأشياء المعروضة للبيع.
يسمي الجزء الجنوبي الشرقي المنطقة رقم واحد حيث تجد العديد من
اللوحات الصينية وأعمال الخط الرائعة بجانب الخرز و اليشم .
المنطقة رقم اثنين أو الجزء الشمالي الشرقي يزخر بالعديد من الخرز
و الأواني البرونزية وزهريات الخزف والأثاثات الخشبية الصغيرة.
وهذا المكان ايضا يمكن أن يحصل المرء منه على اشياء مثيرة للفضول
من الثورة الثقافية بسعر معقول.
وبالتجول في الجزء الجنوبي الغربي او المنطقة رقم ثلاثة سيرى الزوار
معروضات من الفنون والأعمال اليدوية للأقليات القومية الصينية وتحف
وأدوات زينة وحلي صغيرة.
ومعظم التجار هنا من التبت. ويقال أن المرء بإمكانه الحصول على مجموعة
متكاملة من الآثار الثقافية التبتية في سوق بانجيايوان أكثر من حصوله عليها
في قرية تبتية.
ويشغل الخزف معظم المساحة في المنطقة رقم اربعة أي الجزء الشمالي الغربي
والذي يجب أن يعرفه المشترون أن معظمها ليست تحفاً أصليه.
حيث اصبح صناع الخزف المقلد ماهرين جداً فيما يعملون مما يجعل من الصعب
على الزبائن التفريق بين الأصلي و المقلد.
ولا يخفى أن المساومة شيء أساسي في الصين عموما وبكين خصوصاً
ولكن ليس كل شي قابل للمساومة
ولكن يكون بالنظر إلى مستوى البضاعة ونوعية الصناعة وطريقة العرض .
تتم التعاملات الرئيسية بهذا السوق في البضائع المستخدمة وأعمال الفنون
الجميلة والمصنوعات اليدوية ومنحوتات الخيزران وعظام الحيوانات
والدمى الجلدية لمسرحيات الظل وانواع عديدة من أقنعة أوبرا بكين والتحف
والكتب واللوحات القديمة والعملات المعدنية الصينية والأجنبية القديمة .
وتعرض نماذج مقلدة من الأثاث الأثري وهو ما يعرف عند الصينيين
” بكنوز الدراسة الاربعة” ( فرشة الكتابة، عصا الحبر، الورق وبلاطة الحبر).
وتوجد ايضاً الأثار البوذية، وازياء الأقليات القومية، زينات واشياء متعلقة
بالثورة الثقافية(1966-1976) والمستلزمات اليومية.
نبذه عن نشأة سوق بانجيايـوان :
انشيء بانجيايوان كسوق للسلع الرخيصة والمستعملة وكان يديره تجار صغار
في الدور الرباعية( هوتونغ) بشاويانغ في 1980 ونقل الي مكانه الحالي
في 1995 وكان سكان بكين الذين في حاجة الي المال في الثمانينات أول
من اخذوا اعمالا فنية من مقتنيات أسرهم الي السوق لبيعها في عطلات
نهاية الاسبوع وكانت مثل هذه التجارة بين الافراد محظورة في ذلك الوقت
وكان كل شخص يراقب بحذر قدوم الشرطة في اي وقت.
و كان السوق المكشوف في الأيام الأولى يفتح ساعات قليلة في اليوم
واطلق عليه أيضا “سوق الاشباح” وتعني السوق السوداء.
ولندرة الاعمال الفنية تطور السوق سريعاوبحلول عام 1990 اصبحت أزقة
الدور الرباعية (الهوتونغ) مزدحمة في عطلات نهاية الاسبوع مما جعل التجار
ينقلون “اكشاكهم” الي رقعة اشجار بالقرب من جسر بانجيايوان.
ويعرض الباعة المتجولون المختبئون بين الاشجار التحف تحت ظلال الصخور
ومعظمهم من الفلاحين من ضواحي بكين أو المحافظات القريبة منها ويبيعون
الاشياء التي حفروها معا من قراهم.
وقننت التجارة في الاعمال الفنية والمزادات فقط في عام 1994 وانتشرت
اسواق اعمال فنية لا حصر لها حول المدينة منذ ذلك التاريخ.
حاولت السلطات المحلية وضع حد للتجارة وسط الاشجار لكنها فشلت.
وعليه قررت السلطات بناء سوق مناسب وجعل الباعة المتجولين يدفعون ايجارا
هكذا ظهر سوق بانجيايوان للتحف الي الوجود في 1995
إن شاءالله ينال إعجابكم 🙂
التعليقات