جوانزو + شينزن = رحلة إستيراد وقليل من السياحة
2013-10-07السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذا التقرير سأسرد لكم بإذن الله تجربتي في استيراد البضائع من الصين
عل ما يأتي ضمن سياقه يكون نافعاً ومفيداً لمن هو مقبل على هذه التجربة
في البداية سأتحدث عن فكرة الاستيراد من حيث المبدأ والتي لم تكن واردة عندي نهائياً ، بحكم أن نشاطي التجاري محصور في الأجهزة الإلكترونية
ومن خلال خبرتي المتواضعة في هذا المجال تمثل أمامي تصور شبه عام للعامل النفسي الذي يحكم معظم عملاء هذا السوق
فالناس مثلاً وفي الغالب لا يمانعون أبداً من شراء تذكرة طيران بعشرة آلاف أو تزيد ، أو يدفعون 500 يورو ثمن إقامة في أحد الفنادق لليلة واحدة
ولكن حين يفكر أحدهم بشراء جوال جديد أو جهاز منزلي ترفيهي أو أي من أجهزة المطبخ أو التكييف ……. فإنهم أولا وأخيراً يبحثون عن الجودة والضمان وخدمات ما بعد البيع حتى لو بلغ ثمن هذا الجهاز أقل من مئة دولار
هناك بالطبع من يبحث عن الرخيص بفارق بسيط ولكنهم قلة ولا يمثلون الشريحة الأكبر في هذا السوق
لذا كانت فكرة المغامرة بشحن بضائع إلكترونية مجهولة الهوية إلى سوق يحكمه الكبار أمثال سوني وباناسونيك ودايو و إل جي .. وغيرها … فكرة غبية بالنسبة لي
بالرغم من أن بعضهم قد فعلوها ولكنهم تجار كبار حصلوا على توكيل لأجهزة صينية ذات جودة عالية وسعر مناسب مع توفير مراكز للصيانة وخدمات البيع وما بعده مثل كي ام سي وغيرها من الماركات التي كسبت ثقة العملاء في السوق
فكانت فكرة السفر قد جاءت بإلحاح من صديقي الذي يعمل كمتعهد لحفلات الزواج ، والذي تدرج في مجال تقنية الصوت والضوء اللازمة لإحياء هذه المناسبات إلى المتاجرة بها من بيع وتأجير وتوريد بعضها من دبي
وحين عرض علي الفكرة وافقته لأن مثل هذه التقنية لا تزال سوق ناشئة في بلادنا .. وظناً مني بأن البضائع في الصين ستكون بنصف ثمن أسواق الجملة في دبي أو أقل !
وبعد تشجيعي له أصر علي بمرافقته وكان ذلك .
لا أخفيكم أن القرار كان ارتجالياً مني ومن صديقي ، فبدأنا البحث في الشبكة العنكبوتية وقرأنا كل حرف كتب عن ما نحن مقبلين عليه
فقررنا مبدئياً أن تكون الوجهة إلى مدينة ” إيو” وبعده بحثنا في مكاتب الخدمات التجارية لمناقشة شروط الاستيراد والطريقة واستخراج التأشيرات
فتوجهنا لأحد المكاتب في الرياض والذي واجهنا منه بعض المواقف جعلتنا نصرف النظر عنه ، وسأتحدث عن هذا لاحقاً
وعند مقابلة صاحب المكتب أخبرنا أن الأمر يتطلب سجل تجاري .. وإذا لم يتوفر فإنه سيقوم بإدخال البضائع عن طريقه وبإسمه
وأنه سيوفر لنا مترجم يستقبلنا في المطار ويتابع بضائعنا ويحفظها في مخازنه هناك إلى حين شحنها واستلامها في ميناء الرياض الجاف وذلك مقابل 5% من القيمة الإجمالية للبضائع
يضاف إليها أيضاً رسوم الشحن والكونتينر
وفي حالة عدم الشراء ندفع فقط 200 رمبي للمترجم عن كل يوم
أما التأشيرات فطلب من كل واحد منا :
– حجز طيران ذهاب وعودة مؤكد
– 500 ريال ثمن التأشيرة وأتعاب المكتب
– كشف حساب بنكي لآخر ثلاثة أشهر
– صورتين مكشوف الرأس
– أما حجز الفنادق والدعوة فتلك كانت ضمن مهام المكتب وضمن الأتعاب
وكانت التأشيرة لسفرة واحدة ، ولا أنصح بها لأنك قد ترغب بمغادرة الصين إلى هونج كونج والعودة مرة أخرى
وحين بادر الرجل بسؤالنا عن نوع البضائع التي نحن بصدد البحث عنها
استنكر اختيارنا لمدينة إيو وقال أنها مدينة صغيرة تشتهر بالاستوكات مثل الملابس والهدايا والتحف وغيرها
أما التقنية فلا سوى شينزن كمدينة اشتهرت بمجال تقنية الإلكترونيات
وحين علم عن نوع الإلكترونيات التي نقصدها تحديداً .. قال إذن فوجهتكم مدينة البضائع ” جوانزو ” ولا غيرها
شكرناه مبدئياً على هذه المعلومات القيمة وغادرنا
لنباشر مجدداً البحث عن هذين المدينتين فاقتنعنا بمدينة جوانزو ، وبدأنا البحث في خطوط الطيران فوقع الاختيار على الخطوط السعودية
لأنها تنطلق مباشرة من الرياض إلى جوانزو
وكان هذا في بداية العام الميلادي والعودة بعد عشرة أيام ، وبلغت قيمة التذكرة الواحدة 3600 ريال
ولكننا اضطررنا فيما بعد لتعديل تواريخ الحجز فدفعنا 500 ريال ثمن ترقية حجزنا و100 ريال رسوم تغيير الحجز فكانت الكلفة النهائية للتذكرة الواحدة 4100 ريال
عندما اشترينا التذاكر طبعناها وأرفقناها ببقية المستندات المطلوبة وتوجهنا للمكتب لإصدار التأشيرات
ولكن الرجل ذهل من التاريخ الذي حددناه للسفر ، وقال أنتم ذاهبون في وقت الصين كلها في إجازة ، وهي إجازة السنة الصينية الجديدة
وجميع الأسواق والمصانع والموانئ والأنشطة التجارية والشحن وغيرها معطلة ، وقد تمتد إجازة بعض القطاعات لمدة شهر تقريباً وهي فرصة للعاملين في المدن للعودة إلى قراهم وبلداتهم لزيارة أهاليهم ، فلا بد من تقديم موعد السفر
صدمنا بهذه الحقيقة ولمنا أنفسنا على هذا الاستعجال الغير مبرر ، ولكن حدث ما حدث ولا مجال للتراجع
فطلبت منه أن يستمر في إجراءات إصدار التأشيرات على أن أقوم بتغيير الحجز لاحقاً
وبعد العودة للمنزل بحثت عن احتفالات السنة الجديدة في الصين ومتى تبدأ ومتى تنتهي فوجدت أن الرجل قد صدق في كل كلمة قالها ، وللعلم السنة الصينية مثل السنة الهجرية متغيرة وليست ثابتة
فمن كان عازم على السفر عليه مراعاة التوقيت المناسب والبحث في التاريخ الميلادي للسنة الحالية الذي يوافق رأس السنة الصينية
بعد أسبوع مررنا على المكتب واستلمنا جوازاتنا مرهمة بالتأشيرات ، وطلب منا الرجل أن نشحن له بعض الكراتين في الكونتينر على حسابنا ، وبحسب إفادته أن قيمة الكونتينر واحدة سواء كان مملوء أو نصفه فارغ
فقلت خير إن شاء الله ، وخرجنا من عنده وأنا غير مطمئن لتعامله
لأنه قبلها قال أني أريدكما أن تأخذوا معكما كرتونين عينات سيستلمها منكم أحد الأشخاص هناك
ثم طلب منا المرة الأخرى أن نشحن له كرسيين مساج في الكونتينر
فجاملناه بما يكفي ، وبعد أيام اتصلت به وبعد التنسيق مع صديقي وأخبرته أننا تراجعنا عن السفر وألغينا الفكرة
بعدها دلنا أحد معارفنا على رجل فلسطيني يقيم في السعودية من أربعين سنة ، وما شاء الله رجل على خلق رفيع وخدوم لأبعد حد ، يملك مكتباً تجارياً في الرياض وفي دبي وجوانزو والأردن والولايات المتحدة وكل فرع يديره أحد أبنائه أو بناته
وعند الاتصال به قال أنه في دبي حالياً وأنه سيزور جوانزو خلال فترة تواجدنا ، ولم يطل الحديث معي وطمأنني أن مكتبه هناك مسخر لخدمتنا ولا داعي للقلق ثم أرسل لي رسالة تحمل رقم المترجمة والتي ستكون بانتظارنا في المطار وتأخذنا للفندق الذي ستحجزه لنا
وكانت أتعابه بنفس الأتعاب التي طلبها المكتب الأول والذي صرفنا النظر عنه
بعدها سحبنا مبلغ عشرين ألف دولار ، وكان المبلغ مبالغ به حسب إفادة المكتب الأول ، لأننا لن ندفع إلا عرابين للبضائع وهي مبالغ رمزية فقط ( ربط كلام ) وبقية القيمة تحول لاحقاً عند استلامها ومطابقتها وتخزينها
كانت هذه مقدمة عامة أتمنى أن لا تكون مملة وعديمة الفائدة
وفي الجزء القادم يوم الوصول والكثير من التفاصيل
التعليقات