نجم وعاشق في عالم الغرائب (مع الصور)
2007-05-20هذا أول موضوع أضعه في منتداكم المميز رغم أنه ما زال في المهد، إلا أنه وضع نفسه بين العمالقة، ولم أكتب به إلا توقعاً مني بأنه سيكون ذو شأنٍ عظيم في المستقبل القريب إن شاء الله.. فأرجو من سعادتكم التشجيع.
تربطني بعاشق الثري علاقة صداقة حميمة وقديمة .. حينما جمعتنا الملاعب الترابية في فريق حواري آنذاك .. لكن إرادة الله أرادت أن لا تدوم تلك الصداقة بعد اعتزالنا أنا وعاشق الثري للملاعب الترابية، لأننا اكتشفنا أن مكاننا الطبيعي ملاعب أوروبا مع رونالدو وزيدان وريفالدو :36_2_1: .
فغبت وغاب عاشق الثري في دروب الحياة .. وظللنا منذ عام 1998م نتردد بزياراتنا على إندونيسيا، لكنني لم أكن أدري أنه يزور إندونيسيا، فلم أصادفه طوال رحلاتي، ونفس الأمر هو أيضاً لم يكن يدري أنني عاشق لإندونيسيا وأزورها سنوياً .. فقد كانت علاقتنا منقطعة تماماً في الرياض، رغم أن بيته يبعد عن بيتي ثلاثة كيلومترات فحسب.
وفي رحلتنا الأخيرة في شهر شوال 1427هـ .. كان اللقاء غير المتوقع بيني وبين عاشق الثري.
فقد تغير شكله كثيراً، وتغير شكلي كثيراً، وعشر سنوات منذ آخر مره رأينا بعضنا فيها، كانت كافية لكي لا نعرف بعض.
كنت أتصادف بشكلٍ يومي مع عاشق الثري عند شباك تذاكر الثري هورس، وكان بدوره مرحاً، يلقي بسلامه على الجميع، ويوزع ابتساماته، ويطلق العنان لتعليقاته الساخرة، ويضحك مع رجال أمن الثري هورس، وسائقين التكاسي، ومرتادي الثري هورس من الجنسين .. وكنت أراه واتساءل في نفسي:
ـ شكله راعي الثري هورس أبو الشباب :36_2_1: .
وظللت طوال سهراتي لثلاث ليالي في الثري هورس، أتصادف معه وجهاً لوجه ولم أعرفه ولم يعرفني ولم نتحدث، فقط نظرات متساءلة بيننا تقول لك منا:
ـ وين شفتك فيه يا أبو الشباب.:etrange:
ولثلاثة أيام كنت أراه في فندق الأستون أتريوم الذي كنا نسكنه أيضاً، وكذلك بلازا أتريوم، ولأربع وخمس مرات يومياً نتصادف .. ومع هذا التصادف الغير طبيعي، أصابنا الحياء، وثمة ابتسامة ضاحكة على شفاهنا وكأنها تقول:
ـ وش يبي هذا كل ما أروح مكان ألقاه فيه.
وفي إحدى الليالي داخل الثري هورس، كنت جالساً في الثري هورس، وأتى رفيقي بالرحلة عماد وقال لي:
ـ طلبتك .. ودي أعرفك على واحد .. يا شيخ رايق .. كل ما أروح مكان ألقاه فيه .. وجلست معه مره في بلازا أتريوم .. رجل على كيف كيفك .. منسم. :36_2_1:
وصاحبي عماد الذي أعده أكثر أهل الأرض على الفطرة، شاب مرح، يعشق الثرثرة، حينما يرى أي شخص يدخل مباشرةً في حديثٍ معه، ويظن بعد هذا الحديث أن هذا الشخص قد غدى صديقه .. فقلت له:
ـ عماد .. ترى ماني فاضي لك .. لا تجلس تطامر بالثري هورس وتسولف مع العالم، وإذا عطوك وجه تحسبهم أخوياك .. خير إن شاء الله ما لك إلا يوم متعرف على واحد، وتناديني تبيني أتعرف عليه.
وإلحاح عماد إلحاح لا ينتهي .. فظل يصر ويصر على أن أتعرف على هذا الرجل الذي حدثني عنه .. وأصريت على موقفي الرافض .. وقلت له جملتي الأخيرة التي تركته يخرج من معركة الكلام معي خاسراً لها:
ـ يا ابن الحلال .. ضف وجهك.:colere_rouge:
وبعد دقائق من ابتعاد عماد عني، ظللت وحيد منضدتي سارحاً في عالم خيالي مع الموسيقى الصاخبة التي يهتز معها قلبي .. وفجأة .. وجدت عاشق الثري يقف أمام المنضدة، ويمد يده لمصافحتي، وصافحته، وقال لي بأسلوبه المرح:
ـ ما تعرفنا يا أبو الشباب.
ـ اسمي فلان طال عمرك.
ـ معك فلان طال عمرك.
ولم نعرف بعضنا، فقد نطقنا أسماءنا الأولى فحسب.
ودون مقدمات أردف قائلاً:
ـ ترى خويك عماد أزعجني يا شيخ .. خويك راعي قرق ـ ثرثار ـ .. أزعجني كل شوي طامر بوجهي يقص لي قصة حياته .. قسم بالله راسي يوجعني منه.
وأومأت برأسي تفهماً لشكواه واعترافاً بها وقلت له:
ـ خويي وأعرفه .. أبشر بعزك .. أوريك فيه .. آسفين على إزعاجك طال عمرك.
وقال لي:
ـ لا عادي شباب .. أنا اللي آسف بصراحة إذا ضايقتك .. على العموم حصل خير.
ـ حصل خير.
وغادر عاشق الثري بعيداً عني وأنتهى الحال هكذا.
وأطلقت إشارة نداء لعماد الذي كان يقف بعيداً عني وهو ينظر إلي بين الحين والآخر .. وحضر على الفور .. وقلت له:
ـ اسمع عماد الرجل اللي تو كان واقف معي شفته؟
ـ إيه شفته وش فيه.
ـ بأشوفك تسولف معه بأفقع وجهك.
ـ ليه وش فيه؟!
ـ لا تزعج الرجل .. تعال أجلس معي وقرق على كيفك.
ـ لكن الرجل طيب يا شيخ.
ـ يا ابن الحلال اتركه لحاله .. الله يرحم والديك لا تسوي مشكلة.
(يتبع ما حدث بيني وبين عاشق الثري .. ولا يفوتكم الضحك مع الصور إن شاء الله).
وتقبلوا بالغ تقديري واحترامي.
التعليقات