ملتقى سياحي في الشارقة يستعرض إمكانات سوق السفر الصيني
استعرض الملتقى الاقتصادي الذي استضافته إمارة الشارقة برعاية وتنظيم هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالإمارة بالتعاون مع منظمة آسيا والمحيط الهادئ للسفر والسياحة “باتا” البحث الذي تم إجراؤه مؤخراً حول سوق السفر الصيني الخارجي، حيث أكد البحث أن حافز التخلص من الضغوط اليومية من أهم دوافع السفر لدى الصينيين، حيث أظهرت الدراسة أن ما نسبته 62 في المائة من المسافرين يرغبون السفر بهدف قضاء عطلة ممتعة، فيما قال 47 في المائة ممن شملهم البحث أنهم يسافرون بهدف التخلص من الضغوط والإرهاق .
تم نشر نتائج البحث ضمن حلقة نقاش حول قطاع السياحة استضافتها إمارة الشارقة في 26 نوفمبر الجاري، وذلك بحضور نخبة من كبار ممثلي شركات السياحة والسفر والفنادق العاملة في إمارة الشارقة، ووكلاء السياحة والسفر والرحلات الجوية .
من جهته أكد محمد حمدان بن جرش مدير إدارة الموارد البشرية والشؤون الإدارية بهيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة خلال كلمة له افتتح بها أعمال الملتقى على اهتمام الهيئة باستقطاب السوق الآسيوي ورفع معدل التدفق السياحي من هذا السوق المهم إلى إمارة الشارقة، مشيراً إلى أن هيئة الإنماء التجاري والسياحي قد استطاعت خلال الأعوام الماضية أن تحقق تواجداً مهماً للإمارة في هذه السوق .
وتحدث ابن جرش عن عزم الهيئة تنظيم مشاركة إمارة الشارقة في فعاليات معرض بورصة آسيا الدولي للسياحة والسفر في سنغافورة العام المقبل وذلك في محطة تسويقية جديدة للهيئة ضمن استراتيجيتها في تعزيز التواجد على خارطة السياحة الآسيوية مشيراً بهذا الصدد إلى ما حققته الهيئة خلال مشاركاتها المهمة خلال الأعوام الماضية في معرض بكين الدولي للسياحة والسفر وملتقى التعاون الاقتصادي بين الإمارات واليابان وملتقى التعاون الاقتصادي بين الإمارات وكوريا الجنوبية وغيرها من المعارض والفعاليات السياحية والتجارية في عدد من الدول الآسيوية .
التعاون مع “باتا”
وأثنى محمد حمدان بن جرش مدير إدارة الموارد البشرية والشؤون الإدارية بهيئة الإنماء التجاري والسياحي على الحضور الكبير في الملتقى، مشيراً إلى أهمية التعاون بين الهيئة مع منظمة آسيا والمحيط الهادئ للسفر والسياحة “باتا” والعمل المشترك بين الطرفين لتحقيق المزيد من التطور في هذا السوق السياحي المهم .
هذا وقد تم خلال الملتقى استعراض معلومات مهمة حول سوق السياحة والسفر، قدمتها شركة نيلسين شركة المعلومات والإعلام العالمية المتخصصة بإجراء دراسات تحليلية وأبحاث حول آلية السوق وتوجهات المستثمر وسلوكه حيث قام تارون باندا، مدير شركة نيلسون، خلال الملقى بعرض بعض الاحصائيات المثيرة حول سوق السفر الصيني، تم استخلاصها من دراسة أجريت مؤخرا شمل المسافرين الصينيين في 26 مدينة صينية، وركزت على توجهات المسافرين الصينين وتطلعاتهم .
وقال باندا: “حققت سوق السفر الخارجي في الصين معدلات نمو أعلى بمراحل مقارنة مع بقية أسواق السفر الخارجي في القارة”، وتابع: “أظهر التقرير الذي تم إصداره بإشراف باتا ونيلسون أن الصين تتمتع بنمو اقتصادي، ودخل فرد جيد، وأن الإنفاق على العطلات والتسوق والسفر يحظى بشعبية كبيرة في الصين، حيث تتميز الصين بتغير مستمر في أساليب الحياة وفي أنماط الاستهلاك وقيمه، ويمكن لهذه المعلومات التي أظهرها البحث أن تبرهن عن أهمية كبرى للراغبين بفهم متطلبات سوق السفر الناشئة في الصين” .
واتفق نيكي بيج، المدير الإقليمي في منطقة الخليج ل”منظمة آسيا والمحيط الهادئ للسفر والسياحة” “باتا”، مع باندا حول أهمية هذه المعلومات والإحصاءات، والتي تأمل المنظمة من خلال استعراضها أن تتيح لقطاعي الضيافة والسياحة في إمارة الشارقة إمكانية الحصول على معلومات من شأنها المساعدة على استقطاب السياح الصينين لزيارة الشارقة، وضمان عودتهم إليها .
وقال بيج: “تحرص باتا على إطلاع وكلاء السياحة والسفر المحليين، ومشغلي الفنادق والرحلات الجوية، على معلومات مفيدة من شأنها أن تعود بالفائدة على قطاع السياحة والسفر في كلا المنطقتين”، وأضاف: “يترقب سوق السفر الخارجي الصيني الاطلاع على ميزات تجربة السفر الممتعة إلى الخليج، ومع تعزيز المعرفة حول قطاع السفر في الصين، ستتاح لإمارة الشارقة فرصة استقطاب المزيد من الزوار وتلبية حاجاتهم وتطلعاتهم، بما يضمن عودتهم إلى المنطقة” .
ونوه التقرير بأن الوجهات السياحية قد أصبحت تقدم المزيد والمزيد من الميزات التنافسية بهدف استقطاب المسافرين الصينيين، كما أظهرت نتائج التقرير أن السفر بقصد العطلة قد استحوذ على الصدارة في قائمة دوافع السفر، فيما جاء السفر بقصد التجارة في المركز الثاني، فيما شهد السفر بقصد الدراسة أو الهجرة أو الإقامة في الخارج معدلات متدنية في أسفل قائمة دوافع السفر .
وبرزت شبكة الإنترنت كمصدر أول للبحث عن المعلومات المتعلقة بالسفر، حيث أفاد 70 في المائة ممن شملتهم قائمة البحث بأنهم يقصدون شبكة الإنترنت للحصول على المعلومات، فيما يقصد 62 في المائة من المسافرين منتديات السفر . ورغم ذلك حافظت وكالات السياحة على شعبيتها، حيث لا تزال مقصدا ل60 في المائة من المسافرين، فيما قال 80 في المائة من المسافرين إنهم يقومون بإجراء بحث للحصول على المعلومات المتعلقة بوجهتهم قبل السفر إليها .
خدمات السفر الفاخر
وأظهر التقرير أنه ورغم النظرة العصرية للسفر، إلا أن البلاد تبدي فروقا كبيرة على صعيد المنطقة والوضع السياسي الاقتصادي، كما أشار التقرير إلى أن الحكومة الصينية لا تزال تحرص على قطاع السفر الخارجي، وتحاول مراجعة كل ما يتعلق بجودة الخدمة وشكاوى المستهلك .
ويفضل المسافرون الصينيون استخدام خدمات السفر الفاخر خلال رحلاتهم بقصد السياحة أو العمل، وتعتبر الفنادق فئة 4 نجوم الخيار الأكثر شعبية للمسافرين الصينيين، تليها الفنادق فئة 3 نجوم، ويفضل معظم المسافرين بقصد السياحة الدفع نقداً، رغم تزايد أعداد المسافرين الذين يفضلون الدفع عبر البطاقات الائتمانية .
وفي تعليق له حول المعلومات التي تم استعراضها خلال الملتقى، أثنى روبي توماس كوشي، مدير تطوير الترويج الخارجي في هيئة الإنماء التجاري والسياحي بإمارة الشارقة على قيمة المعرفة التي تم اكتسابها حول سوق السفر والسياحة، وقال: “من هنا كان قرار الهيئة بدعم هذا الملتقى” .
وأضاف: “رغم أن الشارقة تستحوذ على 48% من إجمالي إيرادات قطاع الصناعة في الإمارات العربية المتحدة وتتمتع بعلاقات تجارية متميزة مع 126 بلداً حول العالم، إلا أن ما يشهده مطار الشارقة الدولي من تزايد في حركة المسافرين يدل على مدى النمو الذي يحققه قطاع السياحة والسفر في المنطقة” .
المصدر:
الخليج
المفضلات