اكل اللحم في اوروبا إن العقيدة الإسلامية اهتمت بكل صغيرة وكبيرة في كل ما يتعلق بحياة الناس ومصالحهم، وحددت الحلال والحرام في كل ما يتعلق بأمورهم، والمسلم الحق يلتزم بأمور دينه ويراعي اﻷوامر والنواهي التي شرعها لنا الله في نصوص صريحة وواضحة، لا يجوز التهاون بها أو التغاضي عنها، ومن أهم هذه اﻷمور الطعام الحلال والحرام منه والتساؤلات الخاصة به واكل اللحم في اوروبا.
اكل اللحم في اوروبا
بما أن الكثير من المسلمين موجودين في البلاد الغربية أي في اوروبا، وهذه أغلب سكانها من غير المسلمين أي في أوربا أديان مختلفة، هنا يقع المسلم في مشاكل يبحث عن حلول لها فيما يخص الطعام وبشكل خاص اللحوم، ﻷن اﻹسلام فرض شعائر معينة للذبح الحلال ولا يمكن تجاوزها.
ذبائح أهل الكتاب هل هي حلال أم حرام؟
إن اﻷصل في هذا اﻷمر أنه يجوز، ويحل للمسلم تناول ذبائح أهل الكتاب، و هذا مباح في النص ولا يصح تغيير الحكم، إذا لم يرد نص واضح وصريح في ذلك، أي فيما يخص تحريمها. ولكن هذا في حال لم يعلم المسلم أن الذبح قد تم في غير الطريقة الشرعية التي حددها الإسلام، أي عند الجهل بالطريقة المتبعة أثناء الذبح يحل له الأكل في هذه الحالة، ذلك لأن بعض أهل الكتاب يقتل الذبيحة بالساق، وبعضهم يفعل ذلك بالخنق، وذلك يخالف الشريعة الإسلامية لأن الذبيحة أصبحت ميتة بحكم الشرع. ويحرم على المسلم أكلها لقوله تعالى: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله} أي يحل الأكل في حال العلم بالطريقة الذبح إذا كانت شرعية وأيضا يحل الأكل في حال الجهل، وذلك إستصحاب للأصل، و هذا أيضا عندما يكون الذبح الشرعي هو الغالب في هذا البلد، أما إذا كان أهل هذا البلد يقتلون ولا يذبحون فلا يجوز الاكل هنا.
هل يصح الأكل من ذبائح أهل أوروبا من بقية الأديان ؟
هذه الذبائح لا يجوز أكلها ويحرم ولا يجوز أن يتم التجاوز ولا التهاون في هذا الموضوع، فالنهي مؤكد وصريح، أما تساؤل البعض إذا كانت التسمية عند غسل هذه اللحوم و التسمية عند تناولها فهل يجعل هذا اﻷكل منها حلال! كلا لا يجعل منها حلال ولا يحل تناولها والحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، { سأل الصحابة رضي الله عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن قوما حديثي عهد بالكفر لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا} رواه البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، هذا الحديث ورد عن المسلمين ولم يرد عن غيرهم، وأخذوا التسمية من باب الحيطة والحذر ولدفع وساوس الشيطان الرجيم، و لا يمكن أن يكون مسوغ لجعل اللحوم من أهل الكفر حلال. إن القرآن الكريم قد عد الكفار نجس، وعد الذبائح مما لم يتم ذكر اسم الله عليه ميتة لا يجوز الأكل منها، أما الحجة بأن المسلمين هم أقلية في أوروبا، والذبح يتم بأيدي الأهالي فيها، وأن المسلم أصبح يمل من تناول الدجاج. و هذا ليس الضرورة التي تبيح أكل اللحوم التي تم ذبحها على يد غير المسلمين من أهل أوروبا، فلا يحل الأكل منها. كان هذا كل شيء حول اكل اللحم في اوروبا.