موعدنا اليوم مع أحد اجمل وأكثر المواقع السياحية شهرة بالمملكة، أرخبيل فرسان، يقع الأرخبيل في البحر الأحمر بالجهة الغربية لمدينة جازان الواقعة جنوب المملكة، مكان يجمع بين الطبيعة الجبيلية والبحرية في آنٍ واحد مع طقس متوسطي رائع، لوصف الأرخبيل سنحتاج إلي عدة مقالات لوصف هذا الموقع المتميز.
معلومات عن جزيرة فرسان
مساحة الأرخبيل تمتد إلي 1050 كم2 يضم حوالي أربعين جزيرة، ولكن اليوم سنوجز الحديث عن أكبر جزر الأرخبيل وعاصمته وهي جزيرة فرسان، التي تبعد حوالي خمسون كيلو متر عن الساحل الغربي لمدينة جازان، ولمراعاة الدقة لمحبي الجغرافيا فهي تقع عند خط عرض 16.7 في اتجاه الشمال وخط طول 41.7 في اتجاه الشرق في جنوب شرق للبحر الأحمر.
الجزيرة من أقدم المناطق المأهولة بالسكان في المملكة، مرت عليها حضارات كثيرة منذ فجر التاريخ، فعمرتها مملكة حمير والقبائل العربية، حتي الخلافة العثمانية كانت تعمر الجزيرة، والسبب في كونها كانت ممرًا لكثير من الحضارات أنها بعيدة نسبيًا عن الساحل فكانت بمثابة استراحة للبحارة القاصدين مدينة جازان، كما أنها بها قلاع عثمانية لحماية الساحل الغربي من أي هجمات بحرية محتملة علي المدينة كالقلعة العثمانية، هي من المباني الأثرية في شمال الجزيرة وأحد رموزها، شيدت في العصر العثماني بالحجارة والجص، والسقف من جريد النخيل علي أعمدة من قضبان السكك الحديدية؛ وهذا يعني أن الجزيرة بجانب موقعها الخلاب، وطبيعتها الساحرة بها من آثار الأقدمين ما يدل علي عمرانها من قديم الزمن.
الجزيرة هي أحد الجزر المأهولة بالسكان حاليًا، مما يجعل الإقامة بها يوم أو أكثر فكرة جيدة، حيث الأمان وقرب الخدمات العامة والسياحية، أما عن طبيعة الجزيرة فهي تتميز بشواطئها الجميلة ذات الرمال البيضاء، ومياه نقية تشجع علي الصيد والغوص فيها.
مساحة الجزيرة منفردة حوالي خمسة وأربعين كم2 ما يعني أنها مقسمة إداريًا إلي مناطق عدة ومنها قرية المحرق والتي تقع في الجزء الجنوبي للجزيرة، أغلب سكانها يعملون في الصيد، تعتبر موقع متميز لممارسة هواية الصيد، ومشاهدة الصيادين أثناء تكسبهم للرزق من البحر، أما في الشمال من الجزيرة نجد قرية المسيلة، ويسكنها البدو بعاداتهم الأصيلة وكرمهم المعروف، وإذا تحولت نحو الشرق قليلًا من قرية المسيلة تجد نفسك في قرية الحسين، لتتفاجأ بمساحات من الخضار حيث يعمل أهل القرية في زراعة الحقول وتربية حيوانات المزرعة.
المصيف ومهرجانات الجزيرة:
إذا قدمت إلي المملكة في الصيف فوجهتك الأنسب قرية القصار فهي المصيف الرسمي للجزيرة، ذات مياه زرقاء صافية، ومزارع نخيل تمتد في كل أرجاء القرية، ولا تنسي زيارة قرية صير وممارسة الغطس فالقرية مشهورة بصيد اللؤلؤ، وستجد أيضًا الكثير من المعالم الأثرية بالقرية مثل مسجد النجدي الذي أقامه ابراهيم التميمي تاجر اللؤلؤ الثري، ومجموعة من المباني القديمة مبنية بالأحجار كبيرة، يغلب عليها الطابع الروماني في الهندسة، وفي النهاية انصحك بزيارة وادي مطر، والذي يقع في جنوب الجزيرة، ويميز هذه المنطقة وجود صخور ضخمة جدا مكتوب عليها كتابات تعود لعصور ما قبل الاسلام.
سواحل فرسان:
ساحل عبرة ويقع جنوب غرب الجزيرة، يزوره سكان الجزيرة لاصطياد الاسماك، من أجمل الأماكن بالجزيرة وانسبها بالنسبة للرحلات العائلية والتخييم؛ خليج الغدير هو من أكبر الخلجان في الجزيرة، غني بالأحياء البحرية، ويتميز بالطبيعة الجذابة والشواطئ الصافية؛ منطقة القندل شمال الجزيرة وسط غابة من الأشجار تخترقها ممرات مائية تسحر العقول؛ ساحل الفقوة في شمال قرية الحسين ويزوره سكان الجزيرة باستمرار لكي يستمتعوا بالمناظر الجذابة واصطياد الأسماك، شاطئ رأس القرن يميزه نظافة مياهه وصفائها، مما يدفع شباب جزيرة فرسان للذهاب اليه باستمرار للسباحة والاستمتاع بجماله.
مهرجان الحريد:
في أواخر مارس وبداية ابريل من كل عام انت علي موعد مع مهرجان سمك الحريد، التي تشبه في شكلها وألوانها الزاهية طيور الببغاء، تكثر في هذا اليوم من السنة عند شواطئ الجزيرة، في الحيد البحري حيث يتكاثر ويقتات.
في هذا الموعد من كل عام تتجمع أسماك الحريد في مجموعات علي شكل كرة ضخمة بداخلها ما يزيد علي ألف سمكة في استعراض مائي رهيب، تتجمع وتقترب من الشاطئ جدًا كأنها توشك علي الانتحار، ولسكان فرسان عادات قديمة في هذا الموسم، حيث يتجمعون لاحتفال وانشاد الاشعار والاهازيج، الرقصات الشعبية علي ضوء حفر النار، في جو لا يمكن أن يوصف إلا أن تراه بنفسك.
