على الرغم من صغر مساحة سنغافورة؛ إلا أنها من أوائل الدول التي حققت تميزاً على مستوى السياحة في العالم، وحققت لها السياحة مصدر لثروة طائلة. فالثورة التكنولوجية التي شهدتها سنغافورة جعلت منها بلداً في مصاف البلدان المتقدمة وانعكست على كافة نواحي الحياة في هذا البلد الصغير.
فأعوام قليلة جعلت من سنغافورة البلد الأجمل والأول على خارطة السياحة العالمية. فتميزت بنظامها وقوانينها المطبقة داخلها وبالأخص في خدمة السياحة مما زاد من صدى مناطقها السياحية وجعلها أفضل أماكن السياحة في العالم، حيث تتميز سنغافورة بكثرة الحدائق والمنتزهات ومدن الألعاب ومناطق التسوق والترفيه وغيرها الكثير من الأماكن التي تتناسب مع جميع إمكانيات السائحين ومتطلباتهم.
وفي هذا المقال سنستعرض أحد أهم الأماكن الحيوية النابضة في الحياة وهي حديقة فورت كانينج الذي يعتبر أجمل أماكن السياحة في سنغافورة.
حديقة فورت كانينج
في الجنوب الشرقي من جزيرة مدينة سنغافورة، وعلى تلة صغيرة يزيد ارتفاعها قليلاً عن 60 متراً، تقع حديقة فورت كانينج fort canning park داخل المنطقة الوسطى في المدينة التي تشكل منطقة الأعمال المركزية في سنغافورة. هذا الموقع المميز جعل منها أجمل الأماكن للسياحة في سنغافورة وأكثرها زيارة.
فرغم صغر حجمها إلا أنها تحمل في جنباتها تاريخ طويل يتشابك مع المدينة نظراً لموقعها كأعلى ارتفاع يبعد مسافة قصيرة عن أقدم أحياء المدينة القديمة. فهي ليست مجرد حديقة ومنتزه، بل هي المكان الأكثر شعبية لدى سكان هذه المدينة ومسرحاً للعروض الموسيقية والحفلات الغنائية الشعبية.
تضم حديقة فورت كانينج وسطها العيد من المعالم التاريخية بالإضافة إلى الأشجار والنباتات، حيث أطلق على هذه الحديقة عبر الزمن العديد من الأسماء، وسماها الماليزيون “تلة بوكيت لارانغان” أو ما يعرف محلياً بالتلة المحرمة نظراً للاعتقاد السائد قديماً أنه يتم دفن الملوك فيها، إلى انها منذ عام 1861 بعد أن تم بناء حصن على الموقع تغير اسمها ليصبح فورت كانينج.
أنشطة لا تدعها تفوتك في حديقة فورت كانينج
تقدم الحديقة الصغيرة مجموعة متنوعة من الأنشطة والخبرات التاريخية والثقافية الترفيهية التي عليك أن تختبرها خلال زيارتك لها؛ لذا عليك أن تجرب إحدى هذه الأنشطة:
التنزه وسط النباتات والخضرة
فإطلالة الحديقة على شارع أورشاد يجعل منها الرئة الخضراء للمدينة، فعليك تجربة التنزه وسط هذه الطبيعة البكر والتعرف ومشاهدة النباتات والحيوانات النادرة.
زيارة حديقة التوابل
تحتوي الحديقة على حديقة التوابل، التي تعتبر نسخة طبق الأصل من الحديقة النباتية التجريبية الأولى في سنغافورة. وتضم الحديقة أشهر أنواع التوابل مثل جوزة الطيب والقرنفل علاوة على بعض الأنواع النادرة الأخرى. حيث تعود أصولها التاريخية إلى عام 1819 عندما قدم رافلو إلى سنغافورة وأنشأ الحديقة بجانب منزله وزرع فيها التوابل والأشجار التي كان قد جلبها معه، وخلال أعوام قليلة نمت الحديقة لتشغل 19 هكتار والتي كانت السبب في إنشاء صناعة التوابل في المدينة ودعامة أساسية لاقتصادها.
زيارة الأماكن الأثرية
من الممتع أن تتعرف على الآثار التاريخية الموجودة في الحديقة والتي تعود إلى فترة الحرب العالمية الثانية، حيث تضم الحديقة عدداً من البوابات التاريخية وهي أبواب مخفية صغيرة تؤدي إلى الدخول او الخروج من الحصن القديم، و المدافع التاريخية التي تم استخدامها في الحرب العالمية الثانية.
زيارة مركز القيادة البريطاني
على عمق 9 أمتار تحت الأرض؛ تضم الحديقة مركز قيادة الشرق الأقصى الذي تم بناؤه عام 1930 م، وكان يعتبر في فترات سابقة إحدى مقرات الجيش البريطاني الذي دافع عن سنغافورة خلال الحرب العالمية الثانية إلى أن تم تسلميها إلى اليابانيين. حيث يضم المركز مقتنيات تم استخدامها في تلك الحقبة الزمنية ومجموعة من المجسمات توضح للزوار الأحداث خلال تلك الحقبة التاريخية.
حضور أحد الحفلات والعروض المسرحية
كان هذا المكان هو الموقع المفضل لتنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة المسرحية والمهرجانات الفنية الكرنفالات في الهواء الطلق؛ فمن الجميل أن تحظى خلال رحلتك السياحية في سنغافورة بمشاهدة إحدى هذه الحفلات التي تقام من وقت لآخر في الحديقة