إن لم تكن قد زرت الدانوب بعد فإنك لم تعش هذا الإحساس المذهل، حيث تشعر وكأنك وسط جزيرة تربط بين مختلف البلدان والثقافات والتراث والجمال الطبيعي بشكل ساحر!
يعتبر نهر الدانوب من أهم الأنهار في أوروبا. حيث يصل طوله إلى 2857 كيلومتر من البئر في شفارزفالد إلى الدلتا في البحر الأسود وهو ثاني أكبر نهر في القارة. ويعتبر من أهم الوجهات السياحية حول العالم لأنه يقدم تجربة تاريخية، تراثية، اجتماعية وطبيعية سياحية متكاملة لكل سائح.
محتوى الموضوع
الدانوب… نهر العواصم
يربط نهر الدانوب 10 دول متجاورة مع بعضها وهي: ألمانيا، النمسا، سلوفاكيا، اليونان، كرواتيا، صربيا، بلغاريا، رومانيا، مولدافيا وأوكرانيا. حيث يبدأ مساره من الغرب إلى الشرق ليربط أوروبا الغربية مع دول جنوب شرق أوروبا. ويسمى الدانوب بنهر العواصم لأنه يمر بمجموعة من العواصم الأوروبية مثل بلغراد، فيينا وبودابست.
كان نهر الدانوب دائمًا طريقًا لنقل السلع، الثقافات والأشخاص. ويعتبر نهر الدانوب مع روافده محورًا هامًا سواء من ناحية المعيشة أو التنمية، حيث يربط بين البلدان ويشجع على التطوير الدائم بينهم.
أما بالنسبة للزوار، توفر منطقة الدانوب عددًا كبيرًا من الفرص السياحية لتجربة طبيعة وثقافة مختلفة. حيث تعود أصول الثقافات الأوروبية الأولى إلى هنا وذلك منذ 9000 عام.
تتخذ الطبيعة على طول نهر الدانوب أشكالًا متغيرة مثل التلال والأخاديد البرية وحتى الأراضي المسطحة. وتعتبر الغابات والحقول والعديد من سواحل النهر أو روافده موطنًا لكثير من الحيوانات والنباتات، فضلًا عن وجود العديد من المناظر الطبيعية الجميلة التي تحولت إما لمنتزهات وطنية أو محميات طبيعية.
إرث حضاري وجسر بين الشرق والغرب
يعتبر نهر الدانوب هو النهر الوحيد في العالم الذي يمر عبر هذا العدد من البلدان. يعيش أكثر من مائة مليون شخص حول النهر أو بالقرب منه، حيث يتحدث أولئك الأشخاص أكثر من 20 لغة، وخاصةً أن النهر يربط بين غرب وشرق أوروبا.
من المحتمل أن تكون هذه الحقائق هي السبب الرئيسي في كون نهر الدانوب أحد أهم المواقع التاريخية في العالم، أي المكان الذي ألهم الأشخاص دائمًا للتطور، لخلق الجمال والاستمتاع به، ولكن في الوقت ذاته، كان رمزًا للإبحار. إن نهر الدانوب يعكس التراث الثقافي والتاريخي والطبيعي لمنطقة الدانوب تلك بمختلف الأوقات ومختلف الأشخاص الذين مروا من هناك عبر التاريخ، بالإضافة إلى الأشخاص الذين استقروا في العصور الحديثة.
ولعل أفضل توضيح للأهمية التاريخية التي يتمتع بها النهر هو رواسب الماضي التي يتم التنقيب فيها أو العثور عليها. فهناك الكثير من المواقع التي تعتبر من أقدم الأماكن أو المساكن البشرية، مثل فينكا بالقرب من البوابات الحديدية في صربيا، حيث يوجد قرية يعود تاريخها إلى الألفية السادسة قبل الميلاد، بينما في فويدول في كرواتيا، يوجد موقع يعود وجوده إلى الألفية الثالثة.
الأنشطة التي يمكن القيام بها في الدانوب
- إن طريق الدانوب مناسب جدًا كمسار للدراجات حيث يربط بلدان الدانوب التسعة، جميعهم ما عدا مولدوفا. ويبلغ طول هذا الطريق 2857 كم، حيث يبدأ من دوناوشيبرين في ألمانيا، وينتهي عند ساحل البحر الأسود، في رومانيا. وهناك الآلاف من راكبي الدراجات الذين يقودون دراجاتهم على طول أجزاء معينة من هذا المسار، لذلك يعتبر الطريق الأكثر شعبية في أوروبا.
- إن كنت من محبي المشي لمسافات طويلة فيمكنك ممارسة ذلك على طول نهر الدانوب حيث تعتبر فرصة فريدة لاكتشاف ليس فقط المناظر الطبيعية التي تتغير من منطقة إلى أخرى، وإنما استكشاف مجموعة متنوعة من الأعراق والتقاليد.
- تختلف رحلات المشي من رحلات اليوم الواحد إلى رحلات المشي لمسافات طويلة برفقة مرشد عبر الحدود، ويمكن دمجها أيضًا مع أنشطة أخرى، مثل ركوب الدراجات أو مشاهدة الطيور.
- لا تنسَ أيضًا زيارة المنتزهات المائية التي تشتهر بها معظم المدن حول الدانوب مثل سلوفاكيا وهنغاريا.
- أما إن كنت من محبي الملاحة والإبحار فستجد هنا أفضل فرصة لتجربة الإبحار في نهر الدانوب. حيث يمكن أن تشعر حقًا بقوة النهر وألوانه ومناظره الطبيعية المتنوعة.
- وأخيرًا، يمكنك تجربة الأطباق اللذيذة والمأكولات التقليدية والمشروبات المحلية التي يشتهر بها أولئك الذين يعيشون بالقرب من نهر الدانوب. حيث يعتبر فن الطهو مثالًا جيدًا وانعكاسًا رائعًا للثقافات المختلفة.
ماذا عن الإقامة والفنادق؟
إن اختيارك للفندق الذي ترغب بالإقامة فيه يعتمد على المدينة التي ستختار الإقامة بها والنشاطات التي ترغب ممارستها. فهناك مجموعة متنوعة من الفنادق المتوزعة في جميع تلك المدن وتقدم لزوارها مجموعة من الخدمات المتكاملة.
ويمكنك أن تختار فندق بارك مثلًا، أو أورورا، فونتانا، بلانيتا إن، بانوراما سيتي إن وغيرها، حيث تتميز جميعها بقربها من المعالم السياحية الهامة والخدمات الجيدة.
