تقرير مصور عن زيارة مدينة مصدر ابوظبي

تقع المدينة على مسافة 17 كيلومتر من وسط مدينة أبوظبي إلا أن مباني الجامعة هي الأبنية الوحيدة المنجزة فيها بينما بدأ العمل على إنشاء مباني أخرى، وتبلغ تكلفة بناء المدينة 22 مليار دولار، وتقام على مساحة ستة كيلومترات مربعة كما أنه سيقيم فيها عند الانتهاء من بنائها 40 ألف شخص بحسب موقع المدينة على الإنترنت.

وعن بعد تبدو المدينة ككتلة حمراء غارقة وسط الصحراء، لكن عن كثب تبدو التفاصيل مذهلة، جلسات حجرية ونوافير في الأرضيات لتبرد البلاط الحجري، حيث يحاول المصمم أن يخلق حياة في بيئة صحراوية قاسية جداً.

 

 

الهدف من مدينة مصدر

يتمثل الهدف الأساسي من المدينة في إبراز دور وريادة مدينة أبوظبي في مجال الطاقة والتنمية، واعتبارها مركز عالمي لأبحاث وتطوير تقنيات الطاقة المتجددة، وذلك لتحقيق التوازن الفاعل لموقعها القوي في سوق الطاقة العالمية التي تواصل تطورها بلا توقف.

ومن الأهداف وثيقة الصلة أيضاً، تسويق وتطبيق هذه التقنيات وغيرها في مجالات الطاقة المستدامة، وإدارة الكربون، والحفاظ على المياه، كما تلعب “مصدر” دوراً حاسماً في الارتقاء بإمارة أبوظبي من مرحلة استهلاك التكنولوجيا إلى إنتاجها.

كما تسعى أبو ظبي من خلال مدينة مصدر إلى تأسيس قطاع اقتصادي جديد كلياً يقوم على هذه الصناعات المبتكرة في أبوظبي، والذي من شأنه دعم التنوع الاقتصادي، وتنمية القطاعات المرتكزة على المعرفة، وتعزيز سجل إنجازات أبوظبي في مجال الحفاظ على البيئة، والمساهمة في تطور المجتمع العالمي.

نظام النقل والمواصلات داخل المدينة

نظام النقل المعدّ خصيصاً داخل المدينة هو نظام نقل متطور يسعى إلى توفير الراحة والرفاهية للركاب، حيث يوفر مجموعة من الأدوات التي تعمل في هذا النطاق مثل اللوحة الالكترونية والتي توضح حالة المركبات ومواعيد وصولها. أما المحطة نفسها فهي عبارة عن محطة مصغرة تشبه محطة المترو تماماً، وتحتوي بداخلها على صالة كبيرة مكيفة ومزودة بكل وسائل الرائحة، وأيضاً بها بعض المجسمات وشاشات العرض.

زمن الانتظار داخل المحطة بسيط جداً من دقيقة إلى خمس دقائق حتى تصلك المركبة، وتنطلق بك إلى المنطقة الرئيسية للمدينة وبعد أن تصل تفتح المركبة أبوابها الكترونياً، وهي تجربة مميزة جداً في الدقة والسرعة حيث تحمل كل مركبة رقم واضح ومنطقة انتظار، وعند الوصول تجد نهاية الممر والدرج الحلزوني.

رحلة العلم والمعرفة رحلة القرن

أطلقت على رحلتي هذا الاسم “رحلة العلم والمعرفة رحلة القرن” تيمناً بما قاله السيد “موفنزاده ” رئيس معهد مصدر، ” أن القرن الحالي سيكون قرن البيئة بعدما كان القرن التاسع عشر للزراعة، والقرن العشرين للصناعة والتنمية، وبالتالي فإن تركيزنا على الأبحاث سيكون متمحوراً بشكل أساسي على مسائل التغير المناخي والبيئة والتكنولوجيا النظيفة والمستدامة”. فالمثل الإنجليزي يقول: “تصل متأخراً أفضل من ألا تصل أبداً”.

معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا

“معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا” من تصميم مكتب سير نورمان فوستر الشهير “Foster + Partners”. يوجد درج في نهاية الممر من أجل التوفير في الطاقة علماً أن هناك مصاعد على الجانب الأيسر.

عدد الطلاب يتراوح بين 170 و175 طالباً “بينهم مئة تقريباً يقيمون هنا في مجمع الجامعة”، وهؤلاء هم أول المقيمين في مدينة مصدر التي تشكل الجامعة جزءاً منها، وفي الدور الثاني من المعهد هناك مركز أمن واستقبال ومكينة مسابقات، ومجموعة من الممرات التي توفر ظل وهواء بارد.

 

 

مركز المعرفة في الجامعة

وهو يضم المكتبة حيث يحظى بسقف بيضاوي مع ألواح للطاقة الشمسية، فيما واجهة المبنى ليس فيها إلا الشبابيك تقريباً، وهي مغطاة بألواح تظللها لمنع دخول ضوء الشمس المباشر إلى الداخل والاستفادة من الإنارة غير المباشرة، وفي الخارج يوجد طاولة خارجية مصممة على شكل دائرة ونافورة يجلس الطلاب حولها في جلسات مصممة لهم ليتدارسوا.

بعد ذلك إذا دخلت مركز المعرفة ستجد باب يوصلك إلى السيارات الكهربائية الخارجية، حيث تمتلك مصدر عدد 12 سيارة منها تقريباً ومحطة شحن سريعة جداً، والسيارة الكهربائية هي السيارة التي تعمل باستخدام الكهرباء وهنالك العديد من التطبيقات لتصميمها، أحدها يتم باستبدال المحرك الأصلي للسيارة ووضع مكانه آخر يعمل بالكهرباء مع المحافظة على المكونات الأخرى للسيارة، ويتم تزويده بالطاقة اللازمة عن طريق تخزين الشحنة الكهربائية بها، وتختلف السيارة الكهربائية عن العربة أو المركبة الكهربائية بأنها سيارات خاصة للأشخاص، أما العربة أو المركبة الكهربائية فهي للاستخدام الصناعي أو نقل الأشخاص في إطار النقل العام، حيث يمكنك أن تستمتع بجولة بالسيارة الكهربائية التي تنطلق بالمجان لتعرفك بكامل أرجاء المدينة.

 

 

جولة داخل مدينة مصدر

المدينة كما سبق وذكرنا أيقونة في مجال توفير الطاقة، فهناك تجد نوافير أرضية ونباتات خاصة بالبيئة الصحراوية، كما تستخدم مدينة مصدر الأخشاب المصنعة من موارد مستدامة 100% مثل خشب النخيل الذي يتميز بمتانته ومظهره الجميل في صناعة الأبواب الموزعة في أرجاء المدينة، والتي تساهم في تقليل تيارات الهواء الساخنة والسماح بمرور النسائم الباردة في ردهات المدينة، كما تنتشر أشجار النخيل في المدينة كوسيلة طبيعية توفر الظلال وتحمي من أشعة الشمس.

وهناك تجد الممرات المظللة والطرقات الضيقة والتي تخفف من التعرض للشمس، بينما تسمح الطرقات القطرية الطويلة بالاستفادة من دفق الرياح الباردة خلال الليل والتخفيف من حدة الرياح الساخنة خلال النهار، حتى أن كافة الديكورات المائية في “مدينة مصدر” تستخدم مياهاً معاد تدويرها، كما يجري استخدام هذه المياه أيضاً في ري النباتات والأشجار المنتشرة في مختلف أنحاء المدينة، كما يوجد مقهى، ومطاعم، وسوبر ماركت، ومحلات اتصالات، وبنوك، ومغاسل ثياب وجلسات للاستراحة.

أيضًا يوجد برج الهواء التقليدي المصنوع من الحديد الذي يسمح بتحويل دفق الرياح إلى مستوى الطرقات للتبريد، وتتمتع هذه المباني التي تشكل الدائرة الخارجية لمجمع الجامعة بألواح لالتقاط الطاقة الشمسية على سطحها، وبشرفات مموجة منقوشة بأشكال هندسية تذكر بالنقوش الإسلامية. كما تقع صفوف الدراسة والمختبرات داخل مبنى مربع من الزجاج والحديد.

 

 

مبنى واحة الابتكار

عمل على تصميمه المعماري الشهير نورمان فوستر، وهو جاهز لاستقبال المستأجرين لذا نقترح عليكم عند زيارتكم القادمة لمدينة مصدر الاسترخاء بضع دقائق في الساحة الجميلة لهذا المبنى، ويتميز مبنى “واحة الابتكار” في مدينة مصدر بواجهة فريدة التصميم، فالدوائر التي تحيط بزجاج النوافذ تساعد أيضاً في الحد من امتصاص الحرارة، مما يحافظ على برودة الأجواء الداخلية ويوفر بيئة عمل مريحة للموظفين، وبذلك تكون قد تعرفت على المدينة بشكل كامل.